أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن الأمن والاستقرار في العراق يستلزم حشداً دولياً قادراً على التصدي لخطر مشترك يمثله تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والتنظيمات الإرهابية بشكل عام في العراق والمنطقة، داعياً بغداد إلى الإلتزام بمقتضيات الوفاق الداخلي والتمثيل العادل لمختلف المكونات الوطنية. وبحث شكري على هامش مشاركته في جلسة نقاش في مجلس الأمن الدولي في نيويورك مع وكيل سكرتير عام الأممالمتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، ووكيل سكرتير عام الأممالمتحدة ومدير معهد السلام الدولي تيري رود لارسن، عدداً من القضايا المهمة في الشرق الأوسط، أبرزها تطورات القضية الفلسطينية والأوضاع في سورية والعراق وليبيا، فضلاً عن سبل مكافحة ظاهرة الإرهاب العالمية. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبد العاطي في تصريح له اليوم السبت "إن هذه اللقاءات تناولت الأوضاع في العراق، وتركزت على الأوضاع السياسية والأمنية هناك ودعم الحكومة العراقية في مواجهة الإرهاب". وكان شكري أكد خلال كلمته أمام جلسه مجلس الأمن المنعقدة حول العراق، إن مصر تنظر إلى تنظيم "داعش" باعتباره الأكثر تهديداً لأمن المنطقة، وذلك وفق قرار مجلس الأمن 2170، وانسجاما مع قرارات المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية الصادرة في السابع من الشهر الجاري. وأوضح شكري أن مصر شاركت أيضاً في مؤتمر باريس حول السلام والأمن في العراق والذي أكدت الحكومة العراقية خلاله طلبها الحصول على دعم عسكري في مواجهة الإرهاب وتأمين الاصطفاف الدولي لدعمها. ولفت إلى ان لإجتماع مجلس الأمن الآن خصوصيته لأنه يعكس الإرادة الدولية وقدراً من التنسيق يشمل جميع أركان النظام الدولي، بالإضافة إلى القوى الإقليمية المعنية بشكل أساسي بالأزمة العراقية، وهو التنسيق الذي تأمل مصر في استمراره وتكثيفه، حفاظاً على الزخم والتوافق والإجماع لهذه المواجهة التي من المتوقّع أن يطول أمدها. وأضاف أن مصر تعول على وفاء الحكومة العراقية بمقتضيات الوفاق الداخلي والتمثيل العادل لمختلف المكونات الوطنية العراقية، ليتسنّى لها التضامن في مواجهة مخاطر الإرهاب ودحر سيناريوهات التقسيم. وأوضح أن بلاده ملتزمة بتوفير الدعم المناسب لدولة العراق، والتعاون معها للقضاء على تنظيم "داعش" والتنظيمات الإرهابية في كل أرجاء العالم. وجدد وزير الخارجية المصري خلال كلمته على ثوابت الموقف المصري من أمن العراق، وهو ما يتطلب تضافر الجهود كافة في سبيل إحياء مفهوم الدولة الوطنية البعيدة عن الإصطفاف السياسي او الطائفي او الإقليمي، محذّراً من خطورة الإرهاب الذي يتهدّد الجميع انطلاقاً من المنطقة العربية، مختبئاً وراء الشعارات الدينية كوسيلة لارتكاب إنتهاكاتٍ وحشيّة ضد كل من هو مختلف.