كشف وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور عن تبلغه عبر وزارة الخارجية اللبنانية رسالة ثانية من السفير السوري علي عبد الكريم علي تتضمن «المزيد من الاتهامات للوزارة في ملف النازحين السوريين إلى لبنان»، مؤكداً أنه «سيرد على هذه الاتهامات بعد عطلة الأعياد». كلام أبو فاعور جاء إثر لقائه في مجدليون النائب بهية الحريري، في حضور منسق عام «تيار المستقبل» في الجنوب ناصر حمود. وجرى البحث في موضوع إغاثة النازحين السوريين والفلسطينيين الوافدين إلى مدينة صيدا ومخيماتها وسبل التكامل بين الخطوات التي تقوم بها وزارة الشؤون الاجتماعية والحكومة من جهة، وبين الخطة التي أطلقتها الحريري في صيدا بالتعاون مع اتحاد المؤسسات الإغاثية في المدينة بهذا الخصوص. وقال أبو فاعور: «الزيارة هي للنقاش في موضوع النازحين، وهناك تجربة رائدة تقوم بها السيدة بهية في صيدا بالتعاون مع الجماعة الإسلامية، وهي تجربة يمكن أن يحتذى بها في كل المناطق اللبنانية». وأضاف: «استمعت من السيدة بهية إلى بعض الآراء القيمة التي يمكن الركون إليها والاستفادة منها. كما تعلمون هناك جلسة مخصصة للحكومة اللبنانية لموضوع النازحين (غداً) الخميس، وسيطرح هذا الأمر برمته، وأنا قلت إننا إلى جانب الخطة الإغاثية نحتاج خطة سيادية تقارب موضوع النازحين من النواحي السيادية، بمعنى النواحي الاقتصادية وتأثيرات موضوع النازحين على الاقتصاد، ومن الناحية الاجتماعية ومن الناحية الأمنية ومن كل النواحي، إضافة إلى موضوع النازح الفلسطيني الذي يحتاج مقاربة خاصة. كذلك سيكون هناك اجتماع نهار الأربعاء (اليوم) للجنة الوزارية المكلفة هذا الأمر برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لوضع تصور يمكن طرحه نهار الخميس». وزاد: «ما أستطيع تأكيده أننا لا نحتاج في هذا الأمر إلى أن نثير خلافاً إضافياً حول قضية النازحين، هذه القضية فرضت نفسها على اللبنانيين كما على السوريين كما على المهجر الفلسطيني أو النازح الفلسطيني من سورية، ويجب التعامل معها بمنطق الدولة لا بمنطق تقاذف المسؤوليات أو بمنطق إثارة الغرائز أو إثارة الحملات السياسية. على الدولة أن تتصرف كدولة في هذا الأمر، بما يحفظ كرامة النازح الفلسطيني أو السوري ويؤمن لهما الحماية والإغاثة وبما يحفظ سيادة لبنان». وعن الحملة التي يتعرض لها ووزارته من قبل السفير السوري في ملف النازحين، أجاب: «لم ينته هذا الأمر، فالسفير السوري عاد وأرسل رسالة جديدة واتهاماً جديداً لوزارة الشؤون الاجتماعية، وأنا قلت وأكرر إنه بعد الأعياد سيكون هناك رد على هذا الأمر، أصبح مطلوباً مني بدل الرسالة رسالتان، ولكن واضح أن السفير السوري يتمادى في هذا الأمر، وهو عاد وأرسل السبت رسالة إلى وزارة الخارجية واتهامات جديدة لوزارة الشؤون الاجتماعية، وبالتالي للحكومة اللبنانية، وهذا أمر لا يمكن أن يؤثر على عملنا مع النازحين، لأنه عمل إنساني وأخلاقي ولا يمكن أن يتأثر بأجواء الشغب أو أجواء الإثارة التي يقوم بها البعض». وحول ما إذا كانت الحكومة موحدة في مواجهة اتهامات السفير السوري، قال أبو فاعور: «الحكومة موجودة، وأعتقد أن الطيف الواسع منها مستاء من هذه التصريحات، ويكفينا موقف فخامة رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) في الجلسة، والذي نعتبره الموقف الفيصل في الرد على اتهامات السفير السوري وغيرها من الاتهامات».