ضربت موجة عنف جديدة مدناً عراقية في اليوم الاخير لعام 2012، بالتزامن مع توقعات سياسية بحصول تغيير وصف ب «الايجابي» في قانون مكافحة الارهاب. وكانت انباء تحدثت امس عن صوغ الحكومة تعديلات جديدة على قانون مكافحة الارهاب، بعد الاعتراضات الشعبية على آليات تطبيقه منذ 7 سنوات. وقال رئيس لجنة المصالحة الوطنية والمساءلة قيس الشذر في تصريح الى «الحياة»: «نأمل في أن تتضمن النسخة الجديدة من قانون مكافحة الارهاب تعديلات تنسجم ومتطلبات الشارع الذي يخوض مخاضاً عسيراً الآن». ولفت الى ان «بين اهم الفقرات المفترض معالجتها الغاء فقرة المخبر السري، لأنها وظفت في شكل سيء ولم تخدم المصلحة العامة بل تلاعبت بالقضاء وسيسته لمصلحتها». وأضاف: «لم نطلع حتى الآن على نسخة القانون لاننا في عطلة رسمية وسنطلع على التغييرات التي طرأت عليه الاسبوع المقبل». وشدد على «ضرورة ان يراعي القانون الجديد متطلبات الشارع المنتفض وخصوصاً معتصمي الانبار وتكريت وسامراء وان لا يتضمن ما يقيد الحريات ويتجاوز الحرمات الخاصة». الى ذلك، شهد عدد من المحافظات موجة جديدة من التفجيرات التي استهدفت مواكب بعض المسؤولين واخرى راح ضحيتها بعض الزوار في مدينتي بعقوبة والحلة. ونجا محافظ بابل محمد المسعودي من محاولة اغتيال بتفجير عبوتين لاصقتين وضعتا في إحدى سيارات حماياته وسط المحافظة، وأسفر التفجير عن مقتل أحد أفراد الحماية وإصابة 12 آخرين غالبيتهم من المدنيين. في هذا الوقت، نجا خالد اللهيبي مستشار المصالحة الوطنية في محافظة ديالى من محاولة اغتيال. وأكد مصدر امني ان مسلحين مجهولين هاجموا بأسلحة كاتمة للصوت منزل مستشار المصالحة الوطنية في ديالى خالد اللهيبي جنوب بعقوبة ما اسفر عن مقتل احد افراد حمايته وجرح اثنين آخرين. من جهته، أعلن قائممقام الخالص عدي الخدران إصابة تسعة أشخاص غالبيتهم من زوار اربعينية الإمام الحسين بتفجير سيارة مفخخة شمال بعقوبة. وقال إن «السيارة كانت مركونة جانب طريق قرب مقام الإمام الخضر، شرق قضاء الخالص، (15 كلم شمال بعقوبة)، وأسفر انفجارها عن إصابة تسعة أشخاص غالبيتهم من زوار أربعينية الإمام الحسين المتوجهين إلى كربلاء». وأوضح اللواء تورهان عبدالرحمن من شرطة كركوك ان «سيارة مفخخة انفجرت في قضاء طوزخورماتو قرب جامع الوهاب وادى الى مقتل ستة اشخاص واصابة 9 آخرين. وحمل الناطق باسم قيادة عمليات دجلة في ديالى المقدم غالب عطية الكرخي في تصريح الى «الحياة»: «بقايا حزب البعث المحظور وتنظيم القاعدة مسؤولية الهجمات في مسعى لاشعال فتنة طائفية في المحافظة». وأشار الى ان «الهجوم لم يؤثر في الاحتفالات التي ينظمها الاهالي». واستنكر علماء سنة «الهجمات التي ذهب ضحيتها اطفال ونساء وشيوخ كانوا يحييون مراسم اربعينية الامام الحسين». وأوضح الشيخ عساف الدليمي ان «تفجير سيارة مفخخة في قضاء الخالص غير شرعي ولا يمت الى الجهاد بصلة». ودعا «سكان المحافظة من السنة والشيعة الى عدم الانجرار وراء المخططات التي تستهدف التعايش السلمي بينهم والاستقرار». في سياق متصل قتل 5 من عناصر الشرطة، فيما اصيب 6 بينهم ضابط في انفجار صاروخ وعبوة ناسفة. وأوضح مصدر امني ان «صاروخاً معداً للاطلاق انفجر غرب محافظة كركوك اثناء محاولة خبراء المتفجرات ابطال مفعوله». وكان نائب محافظ كركوك راكان سعيد نجا من محاولة اغتيال بتفجير استهدف موكبه جنوب غربي المحافظة امس، وأدى الهجوم الى اصابة احد افراد حمايته. الى ذلك قتل شخص واصيب آخر بجروح بالرصاص في الفلوجة. واكد مصدر امني ان «مسلحاً اطلق النار على رجل في حي الجولان، ما ادى الى مقتله واصابة ابن شقيقه الذي كان بصحبته، وتمكنت الشرطة من اعتقال القاتل».