في ال15 من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أجازت دار الإفتاء المصرية أن يتلقى الرجال العلوم الشرعية وغيرها من النساء شريطة أن تكون وفق الضوابط الشرعية، وتنتفي فيها الخلوة المحرمة. وجاء في الفتوى أن الاختلاط المحرم هو الذي يؤدي إلى التلامس والتلاصق. وجاء في تبرير الفتوى بما نصه: «كانت المرأة المسلمة تشارك الرجال في الحياة الاجتماعية العامة مع التزامها بلباسها الشرعي ومحافظتها على حدود الإسلام وآدابه؛ حتى إن من النساء الصحابيات من تولت الحسبة، وعلى ذلك فلا يسع أحد أن ينكر هذا الواقع الثابت في السنة النبوية الشريفة والتاريخ الإسلامي، ولا يصح جعل التقاليد والعادات الموروثة في زمان أو مكان معين حاكمةً على الدين والشرع، بل الشرع يعلو ولا يُعلَى عليه، ولا يجوز لمن سلك طريقة في الورع أن يُلزِم الناس بها أو يحملهم عليها أو يشدد ويضيِّق فيما جعل الله لهم فيه يُسراً وسعة». وجاء في بداية الفتوى ما نصه: «يجوز للرجال أن يتعلموا من المرأة كما هو جائز أن يتعلم النساء من الرجل، إذ الذي عليه عمل المسلمين سلفاً وخلفاً أن مجرد وجود النساء مع الرجال في مكان واحد ليس حراماً في ذاته، وأن الحرمة إنما هي في الهيئة الاجتماعية إذا كانت مخالفة للشرع الشريف، كأن يُظهر النساءُ ما لا يحل لهن إظهاره شرعاً، أو يكون الاجتماع على منكر أو لمنكر، أو يكون فيه خلوة محرَّمة». ومن دار الإفتاء المصرية أيضاً، صدرت فتوى على موقعها الإلكتروني عن حكم ضرب الطلاب في المدارس بالتحريم، لما لذلك من أضرار جسدية ونفسية على الطالب. وجاء في الفتوى الصادرة (نوفمبر) ما نصه «محرّم بلا خلاف، وفاعله آثم شرعاً، والطفل قبل البلوغ ليس مكلَّفاً ولا مدخل له في الحدود أو التعازير الشرعية، إنما يُعَوّد على فعل الواجبات وترك المحرمات ليألف ذلك عند البلوغ، لا لأنها في حقه واجبات أو محرمات، فتأديبه على ترك الواجب أو فعل المحرّم حينئذٍ، من باب التربية والترويض لا العقاب». وأجازت الفتوى استخدام السواك للتوبيخ الخفيف، مبررة بذلك أنه لم يرد عن النبي صلى الله وعليه وسلم أنه ضرب طفلاً قط، وأن حديث ضرب الأولاد عند سن العاشرة في حال امتناعهم عن أداء الصلاة، جاء من باب الترويض النفسي والتأديب الخفيف. وتابعت الفتوى شرحاً للحديث وتبريراً لتحريمها للضرب بما نصه أيضاً: «ليس إقراراً للجلد أو العقاب البدني؛ بل إن وُجِدَ فهو من جنس الضرب الخفيف بالسواك، الذي لا يُقصَد به حقيقة الضرب والإيلام بقدر ما يُراد منه إظهار العتاب واللوم».