علّقت طهران أمس، على توقيع الرئيس الأميركي باراك أوباما قانوناً يهدف إلى الحدّ من النفوذ الإيراني في أميركا اللاتينية، بأنها «خطوة علي طريق محاصرتها سياسياً واقتصادياً، والضغط عليها من أجل تخفيف مواقفها المتشددة حيال الملفات الداخلية والإقليمية». ويستهدف القانون الذي أقرّه الكونغرس الأميركي مطلع السنة الحالية، ويمهل وزارة الخارجية 180 يوماً لإعداد «استراتيجية سرية لا يطلع عليها إلا برلمانيين للتصدي لنمو الوجود والنشاط المعادي لإيران في أميركا اللاتينية»، مواجهة نفوذ «الحرس الثوري» و «فيلق القدس» والمجموعات المرتبطة بهما في هذه القارة، على رغم إعلان مسؤولين في الخارجية الأميركية وأجهزة الإستخبارات أن لا دليل على قيام ايران بنشاط غير قانوني في المنطقة. وقال مصدر إيراني ل «الحياة» إن «الخطوة الأميركية الجديدة تشكل محاولة لفرض عزلة سياسية علي طهران، لكنها لا يمكن أن تؤثر علي علاقات إيران مع دول أميركا الجنوبية أو مواقفها وجهودها التي ترمي إلي تعزيز العلاقات مع الأسرة الدولية». وأنشأت إيران منذ العام 2005 ست سفارات في أميركا اللاتينية، ما رفع إلى 11 عدد سفاراتها فيها، فضلاً عن 17 مركزاً ثقافياً. وزار رئيسها محمود احمدي نجاد دول المنطقة مرات، علماً أن طهران ترتبط بعلاقات وثيقة خصوصاً مع بوليفيا والاكوادور وفنزويلا. وفي مقر القنصلية الإيرانية باسطنبول، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست أنه «إذا كان مقرراً تخيير طهران بين إستقلالها والحظر فستتمسك بإستقلالها وتستفيد من الحظر لتنمية إمكاناتها الداخلية». ووصف مهمان برست المناورات البحرية التي تجريها القوات الإيرانية في مياه الخليج ومضيق هرمز والمحيط الهندي بأنها «رسالة ردع للعدو من أجل إبلاغه بأنه سيدفع ثمناً باهظاً إذا إتخذ أي قرار خاطئ، ما يخفّض احتمال تعرّض المنطقة لهجوم عسكري». وزاد: «نستطيع صون مصالح المنطقة. ونحن مستعدون لإرساء الأمن فيها بمساعدة دولها، ونرى أن الوجود العسكري الخارجي فيها يزعزع أمنها». وشهدت المناورات البحرية في يومها الثاني اختبار ايران منظومة صاروخية في إطار الحرب الإلكترونية، فيما نفى الناطق باسم المناورات العميد أمير رستكاري معلومات تحدثت عن رغبة سلاح البحرية في التدرّب على إغلاق مضيق هرمز، معلناً أن المناورات «تهدف إلي تعزيز قدرات القوات البحرية على الحفاظ علي أمن المضيق الحيوي واستقراره، أما هدفها الأكبر فتوجيه رسالة سلام وصداقة لدول المنطقة من أجل تعزيز الأمن المستدام فيها».