في عام 1975 كانت أوبرا وينفري على عتبة التخرج من جامعة ولاية تينسي، إذ لم يكن ينقصها سوى إنهاء مادة واحدة، إلا أنّ انشغالها بتقديم برنامجها التلفزيوني الصاعد حينها؛ جعلها تؤجل الأمر. تقول: «ظلّ والدي يسأل عن تلك الشهادة المؤجَّلة، وعمّا يمكنني فعله في هذه الحياة من دون شهادة؟ وظلّت حجتي أني أقدّم برنامجي الخاص منذ عمر ال19، وأنّ مجرد شهادة دراسية لن تضيف شيئاً». حتى جاء عام 1987، إذ أرسلت لها جامعتها دعوة لإلقاء كلمة للخرّيجين، عندها شعرتْ بأنها لا تستطيع العودة إلى المكان ذاته الذي لم تتحصل على شهادة منه، على رغم أن برنامجها تجاوز 10 أعوام من النجاح، وشاركت في فيلم للمخرج الكبير ستيفن سبيلبيرغ «اللون الأرجواني»، ونالت عليه ترشيح أوسكار، عدا عن تأسيس شركتها الخاصة «هاربو»! فقامت بتقديم طلب، وسمحت لها الجامعة باستئناف دراسة المادة الأخيرة، وحصلت على شهادة التخرج رسمياً. «كان والدي فخوراً جداً» كما قالت، لأنها وللمرة الأولى تستوعب ما قاله أسطورة الجاز بيبي كنغ: «إن أجمل ما في التعلّم؛ أن لا أحد يمكنه أن ينتزعه منك!». بين فترة وأخرى يصلني إيميل يسرد قائمة من العظماء الذين لم يتخرجوا من الجامعة، يقدّم نجاحاتهم وما قدموه من مشاريع فارقة من دون شهادة رسمية، أيضاً لا تمر فترة وأخرى في مجلس يضمّ طلاب أو طالبات جامعيات متململين من الدراسة إلا ويذكرون أنهم اكتشفوا أن شخصاً مثل ستيف جوبز، أو بيل غيتس، أو سعودي لامع كسليمان الراجحي لم يتخرّجوا من الجامعة، ومع ذلك استطاعوا تحقيق كل ذلك النجاح! حسناً، كلامهم صحيح، لكن في حين كانت ظروف الراجحي المتواضعة في صغره، وضعف ثقافة التعليم الجامعي حينها، وشح مدخرات عائلة جوبز التي لم تساعده في مصاريف الدراسة، واتجاهات غيتس السابقة لزمنه في برمجة الحاسب ونظم التشغيل التي لم يواكبها تخصص مناسب، كانت أهم الأسباب التي صرفتهم عن نيل الشهادة، فما تراه سيكون سبب هذا أو تلك؟ فعلياً تؤكد اتجاهات التعليم الحديثة أنّ الجامعة ليست للجميع، وأن على مخططيّ مخرجات التعليم أن يركّزوا على تحديد الميول والاتجاهات لدى الطلاب قبل تفريغهم في الجامعات لمجرّد نيل شهادة شكلية. وفي سبيل ذلك إنْ انعدمت الخطة من الجهات الرسمية، يتطلب الأمر من الطرف المعني إيجاد خطّته الخاصة. وعن تجربةٍ شخصية، لم تكن دراسة التربية الفنية خطتي الخمسية لدخول سوق العمل، لكني لو انتظرت افتتاح قسم الإعلام ما كنت سأكتب لكم اليوم. كانت خطتي حينها دراسة ما أحب، والعمل لاحقاً في ما أرغب. فما هي خطتك؟ Manal_Alawibeel@