قررت شركة الخطوط الجوية التونسية المملوكة للدولة تسريح 1700 عامل خلال العامين المقبلين بسبب مصاعب مالية، بحسب ما اوردت وكالة الانباء الرسمية الجمعة. ونقلت الوكالة عن رابح جراد الرئيس المدير العام للشركة ان الخطوط التونسية "تعتزم خلال 2013 و2014 تسريح نحو 1700 عون في اطار مخطط تطهير اجتماعي يهدف الى تخفيف اعباء الاجور". وأصبحت "الخطوط التونسية" أول شركة عمومية في تونس تعلن اعتزامها تسريح عمال، بعد "ثورة الياسمين" التي اطاحت مطلع 2011 بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، والتي كان خلق فرص عمل من بين مطالبها الرئيسية. وتوقع مراقبون ان يثير تسريح العمال احتجاجات كبيرة. وقال رابح جراد ان 329 من موظفي الشركة سيحالون على المعاش سنة 2013 لبلوغهم سن التقاعد (60 عاما) وانه لن يتم استبدالهم بانتدابات جديدة. واضاف ان الشركة "ستلجأ عند الحاجة الى ابرام عقود عمل محددة المدة مع بعض الاعوان خلال موسم ذروة العمل في قطاع الطيران". وتابع ان هذه الاجراءات ستمكن الشركة من توفير مبلغ 231 مليون دينار (حوالي 115 مليون يورو) خلال الفترة بين 2013 و2015. وكشف ان الشركة تكبدت خلال النصف الاول من 2012 خسائر مالية ب 72 مليون دينار (36 مليون يورو). وقال جراد ان الشركة التي تشغل حاليا 8500 شخص تواجه صعوبات عديدة مثل ارتفاع عدد العمال وتقادم الاسطول وسوء التنظيم. واضاف ان الشركة تعتزم الرفع في رأسمالها الى 180 مليون دينار (90 مليون يورو) مقابل 106 ملايين دينار (53 مليون يورو) حاليا، وشراء طائرات جديدة لم يحدد عددها بمبلغ 5،1 بليون دينار (750 مليون يورو). ولفت الى ان الشركة تحتاج الى ضمان من الدولة للحصول على قروض من السوق المالية العالمية حتى تنفذ برامجها. وقال ان الخطوط التونسية قدمت رسميا الى وزارة النقل "خطة اعادة الهيكلة" التي تنوي الشركة تطبيقها سنة 2013 "بهدف المحافظة على توازناتها المالية ودعم قدراتها التنافسية ومراجعة برامجها التسويقية وسياساتها الاستثمارية". وتأسست شركة الخطوط التونسية سنة 1948 ويتكون اسطولها حاليا من 31 طائرة من نوه "ايرباص" و"بوينغ".