يمرّر أحد مطوّري البرامج في شركة «غود تيم» الصينية يده أمام تلفزيون مزود بجهاز لتحسس الحركة بينما يعرض اختراعه الجديد، وهو لعبة تقضي بالتقاط زجاجة حليب لوضعها في فم طفل. وهذا التطبيق الذي لم يطرح في الأسواق بعد مخصص للأطفال بين سن السنة والثلاث سنوات، ففي مدينة شنغدو الصينية يبدأ الشغف بالشاشات في سن مبكرة جداً. تطمح شنغدو الواقعة جنوب غربي الصين إلى أن تكون مركزاً عالمياً للالكترونيات والانترنت وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ويبدو أنها تسير على الطريق الصحيح. ففي المدينة يتم تجميع ثلث أجهزة «آي باد» اللوحية المباعة حول العالم، على الأقل، وفيها أيضاً ينتج عملاق المعالجات الصغرى «إينتل» 50 في المئة من رقاقاته. وبغية دعم النشاطات وتحفيزها، بنت شنغدو على مساحة 130 كيلومتراً مربعاً «منطقة للتكنولوجيات المتقدمة» تضم 29163 شركة، منها ألف شركة أجنبية. وتسعى المدينة في الوقت ذاته إلى تسليط الضوء على الأدمغة بفضل «متنزه للبرمجيات» (سوفتوير بارك). وفي شنغدو، يستطيع مطورو البرامج المشاركة في لقاءات أسبوعية في المقاهي كي يتعرف بعضهم الى بعض. وتطمح المدينة الى ان تكون مركزاً للتكنولوجيا المتقدمة بفضل جامعاتها المتخصصة في العلوم والتقنيات والبالغ عددها نحو خمسين جامعة. وناهز رقم أعمال قطاع تكنولوجيا المعلومات في شنغدو 36 بليون يورو عام 2011، فيما بلغت القدرة الانتاجية في مجال أجهزة الكومبيوتر 80 مليون وحدة، وتخطى الإنتاج الفعلي 20 مليون وحدة. وفي العام 2012، تخطت القدرة الإنتاجية المئة مليون وحدة، ويتوقع أن تصل في العام 2015 الى 150 مليون جهاز لوحي و80 مليون جهاز كومبيوتر محمول. وفي ظل الظروف الإيجابية، كان للنمو المتباطئ في الصين تداعيات محدودة. ويقول تانغ جيكيانغ، مدير منطقة التكنولوجيا المتقدمة، إن «سرعة النمو تباطأت في كل مكان، لكن خسارتنا كانت صغيرة». والحال، إن «سيليكون فالي» الأميركية قد تشهد منافسة هذه السنة.