تعهد «الصقر» شينزو آبي «التعلّم من تجربته»، بعدما انتخبه البرلمان الياباني امس، رئيساً للوزراء للمرة الثانية، وشكّل فوراً حكومة جديدة، أعادت المحافظين إلى الحكم. ويخلف آبي يوشيهيكو نودا من الحزب الديموقراطي الياباني الذي حكم ثلاث سنوات، بعدما حقق الحزب الديموقراطي الليبرالي فوزاً ساحقاً في انتخابات نيابية مبكرة. وكان آبي (58 سنة)، وهو حفيد رئيس وزراء سابق، تولى رئاسة الوزراء بين 2006 و2007، لكنه استقال فجأة بعدما واجهت حكومته مشاكل ولاحقتها فضائح، كما غضب الرأي العام من ضياع سجلات رواتب التقاعد. ونال آبي أصوات 328 من 478 نائباً شاركوا في التصويت في البرلمان، فأصبح سابع رئيس للوزراء خلال ست سنوات. وقال قبل التصويت: «أريد أن أتعلم من تجربة إدارتي السابقة، بما في ذلك النكسات، وأسعى إلى تشكيل حكومة مستقرة». أما سكرتير الحكومة الجديدة يوشيهيدي سوغا الذي تحدث عن «حكومة اختراق الأزمة»، فأعلن أن «إعادة البناء بعد الكارثة والانتعاش الاقتصادي، يشكّلان مهمتنا الأولى». ويشير سوغا إلى إعادة إعمار شمال شرقي البلاد الذي ضربه زلزال مدمر أعقبته أمواج مدّ (تسونامي)، في آذار (مارس) 2011، ما أدى إلى مقتل حوالى 20 ألف شخص، وكارثة في محطة فوكوشيما النووية. وسارع آبي إلى تشكيل الحكومة، فعيّن النائبين السابقين فوميو كيشيدا وإيتسونوري أونوديرا وزيرين للخارجية والدفاع. كما عيّن رئيس الوزراء السابق تارو آسو، وزيراً للمال، وتوشيميتسو موتيغي وزيراً للتجارة والصناعة والطاقة، وأكيرا أماري وزير إنعاش الاقتصاد. وينوي آبي إرغام المصرف المركزي الياباني على فتح خزنته، لدفع النهوض ووضع حد للانكماش الذي تعانيه اليابان منذ اكثر من ثلاث سنوات. كما عليه مواجهة نزاع على جزر مع الصين التي حضت اليابان على «بذل جهود حقيقية لتسوية المشاكل، من خلال الحوار والمفاوضات». وقالت ناطقة باسم الخارجية الصينية إن بلادها «مستعدة للعمل مع اليابان، لتحقيق نمو مستقر للعلاقات الثنائية». وإذ أكدت تمسّك بكين بسيادتها على الجزر المتنازع عليها مع طوكيو، قالت الناطقة إن «الصين دعت دوماً إلى تسوية النزاعات على الأراضي، من خلال حوار».