ندد الرئيس الأوكراني بيترو بوروشنكو في خطاب ألقاه أمام الكونغرس الأميركي في واشنطن أمس، بضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية في آذار (مارس) الماضي، ووصفه بأنه أكبر «أعمال الغدر في التاريخ المعاصر»، ما دفع أعضاء الكونغرس إلى الوقوف والتصفيق له طويلاً. واعتبر الرئيس الأوكراني قبل لقائه نظيره الأميركي باراك أوباما، أن عدم وقف تحركات روسيا «سيهدد الأمن العالمي»، علماً بأن كييف اتهمت موسكو بحشد حوالى 4 آلاف جندي ب «كامل معداتهم وذخائرهم» على طول «حدودها الإدارية» مع شبه جزيرة القرم التي انضمت إلى أراضي روسيا في آذار (مارس) الماضي. وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أعلن الثلثاء الماضي أن «إعادة نشر قوات روسية في القرم يرتبط الى حد كبير بتزايد الوجود العسكري الأجنبي في مناطق قريبة من حدودنا». لكن ذلك لم يمنع موسكو من إعلان دعمها لعرض الرئيس الأوكراني منح منطقة حوض دونباس الانفصالية حكماً ذاتياً، في محاولة لتسوية النزاع الذي حصد حوالى 2900 قتيل منذ نيسان (أبريل) الماضي. وفي استكمال لمواقف الكرملين المتفاوتة، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تخضع بلاده لعقوبات اقتصادية أميركية وأوروبية بسبب أزمة أوكرانيا، أن العقوبات تنتهك مبادئ منظمة التجارة العالمية، وقال: «يحصل كل ذلك حصل في شكل مسيس، وينتهك الغربيون، خصوصاً عبر فرض عقوبات على روسيا، إحدى القوى الاقتصادية الست الكبرى في العالم، بند الدولة الأولى بالرعاية ومبدأ المنافسة الحرة اللذين تعتمدهما منظمة التجارة العالمية». واستدرك أن «تدابير الرد التي اتخذتها روسيا لا تنبع من الرغبة في معاقبة شركائها أو التأثير عليهم. نفكر قبل أي شيء بمصالحنا وأهدافنا الإنمائية». وفيما يستمر انتهاك وقف النار الذي أعلن في الخامس من الشهر الجاري على هامش اجتماع «مجموعة الاتصال»، التي تضم أوكرانياوروسيا والانفصاليين الأوكرانيين ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبية، مع تسجيل سقوط صواريخ في محيط قرية زويفكا شرق منطقة دونيتسك ليل الأربعاء، تَعقد المجموعة اجتماعاً في مينسك اليوم.