على رغم احتفاظهما بعامل الجمهور، إلا أن عامل الأرض القى بظلاله على فريقي الاهلي والاتحاد منذ اللحظة التي حُكم عليهما بخوض المباريات على ملعب مدينة الملك عبدالعزيز بالشرائع، فما نتج عن ذلك هو فقدان قطبي جدة لبريقهما، ولم يكن نزالهما صعباً في المباريات التسع التي جرت لحسابهما في مكةالمكرمة. حال الأهلي يبدو أفضل من جاره بفضل انتصارين حققهما في «الميدان الجديد»، أكثرهما أهمية كان في «الدربي» أمام الاتحاد، والآخر في مسابقة كأس ولي العهد حينما تغلب على الشعلة في دور ال16، أما ما تبقى من مواجهات ل«وصيف آسيا» فهي تبين معاناته في «الشرائع»، ف«قلعة الكؤوس» تعرضت لقصف الأنداد هناك، إذ خسر من الاتفاق في أول ظهور له، وهو يلعب في أرضه بعيداً عن ملعب الأمير عبدالله الفيصل، ولم يخرج بأكثر من نقطة واحدة، وهو يستضيف التعاون، كما أنه غادر مسابقة ولي العهد على يد النصر في آخر لقاءاته. المفارقة أن الأهلي في هذا الموسم حقق الانتصارات على ملعبه في جدة، وعلى ميدانه «الموقت» في مكةالمكرمة على الأندية ذاتها، فهو من تفوق مطلع الموسم على الشعلة بخماسية في دوري زين للمحترفين، ونجح في الفوز على غريمه التقليدي الاتحاد في اياب دوري أبطال آسيا، إضافة إلى تخطيه الوحدة، وبعد أن شد رحاله مغترباً عن ملعبه الذي يخضع إلى أعمال الصيانة، نجح في الفوز على الاتحاد مجدداً في دوري «زين»، وعاد مرة أخرى لتكرار تفوقه على الشعلة. على الجانب الآخر، يئن «العميد» بلا فوز ولا تفوق، ومن دون أدنى هدية للعشاق الذين اكتظت بهم مدرجات ملعب مكةالمكرمة التاريخي من خسارته على أرضه، فمن اربع مباريات لم يظفر الاتحاد، إلا بنقطة يتيمة انتزعها بصعوبة بالغة من ضيفه الرائد، وخسر التحدي أمام الهلال في المعركة الموسمية التي تشكل له أهمية كبرى في مسيرة كل عام، ثم خسر من غريمه الأهلي، قبل أن يتلقى الخسارة التي ضاعفت أوجاعه وأقصته من كأس ولي العهد، على يد القادسية الذي ينافس في دوري الدرجة الأولى. مفارقة أخرى نشأت مع الاتحاد هذا الموسم، وهي أنه كان يتسلح بملعبه في جدة، وكأنه درع يتصدى به لكل طموحات خصومه، فإما أن يطيح بهم أو على أقل تقدير لا يتجرع الخسارة، وبدأت هذه القصة حينما تغلب على الاتفاق في أولى نزالات دوري «زين»، وتفوق على الوحدة، كما أنه هزم الشعلة، وتعادل في مباراته مع الفيصلي، فخرج بمعدلٍ خالٍ من الهزائم في ملعب الأمير عبدالله الفيصل، ليتبدل الحال تماماً حينما أصبح يخوض لقاءاته في «الشرائع»، وبدا «الفقد» مقيداً لحركته، كابحاً جماحه. يشاع في الوسط الرياضي لقب يُطلق على ملعب الشرائع بسبب وقوعه في نقطة منخفضة بمكةالمكرمة، وهو «الحفرة» ويبدو أنها التهمت قطبي جدة، بعد أن ابتلعت ابن المدينة البار «الوحدة».