خطت علاقة رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط خطوة مهمة على طريق تثبيت التحالف بينهما والتفاهم على المرحلة المقبلة خلال اجتماع مصارحة وتبادل العتاب مساء أمس ، بعد اعلان جنبلاط قبل 10 أيام لخروجه من تحالف «قوى 14 آذار». وجاء اللقاء بعد انقطاع التواصل بين الحليفين القويين نتيجة أزمة في العلاقة الشخصية والسياسية منذ 2 آب (أغسطس) الماضي باستثناء تهنئة الحريري جنبلاط بعيد ميلاده في 7 آب بإرسال باقة ورد إليه واتصال الأخير به لشكره.وعلمت «الحياة» ان الاجتماع الذي حضره النائب مروان حمادة والوزيران غازي العريضي ووائل أبو فاعور ومدير مكتب الرئيس المكلف نادر الحريري، بدأ بتأكيد من جنبلاط انه ما زال على تحالفه مع الحريري وأنه لم يقصد الإساءة إليه في الموقف الذي أعلنه في اجتماع حزبي وقوله ان تحالف 14 آذار لا يمكن ان يستمر، وأنه سيستمر في دعمه والتحالف معه. وعلم ايضا ان جنبلاط أكد للحريري، رداً على أسئلة الأخير في شأن استيضاحاته، ان وزراءه في الحكومة سيصوتون مع الحريري وفريق 14 آذار في القضايا التي ستطرح على مجلس الوزراء وأنه في المواضيع الأساسية التي تحتاج الى أكثرية الثلثين وينص عليها الدستور سيكون مع التوافق الذي يحصل بين القوى الممثلة في الحكومة، طالما ان اتفاقاً حصل بين المعارضة والرئيس سليمان والرئيس المكلف على الاتفاق عليها قبل طرحها على التصويت، خصوصاً ان حصولها على ثلثي الأصوات يتطلب هذا التوافق لأن قوى 14 آذار لا تملك هذه الأكثرية. وذكرت مصادر المجتمعين ان الاجتماع كان ايجابياً تخلله عتاب مشترك وإيضاح للمواقف واتفاق على التلاقي على الأساسيات بحيث ان جنبلاط أوضح ان وزراءه في الحكومة سيكونون في عداد الوزراء ال15 الذين سيمثلون قوى 14 آذار فيها. واستمر الاجتماع زهاء ساعة ونصف الساعة، قال بعده جنبلاط: «أبلغت الرئيس المكلف بدعمي الكامل لتشكيل الحكومة وفق الصيغة التي ارتآها، صيغة الوفاق الوطني واحترامي لإرادة الناخبين. وأكدت له ان هذا الكم من التحليلات التي جرت في هذا الأسبوع كنا بغنى عنه لكن هناك من اعتبر ان مؤتمر البوريفاج (الجمعية العمومية للحزب الاشتراكي) أهم من النووي الإيراني. لا بأس. لكن ما زلنا وأعتقد ان كل الفرقاء (كذلك) نؤكد دعم الرئيس المكلف تشكيل حكومة الوفاق الوطني مع احترام ما ورد في الدستور في ما يتعلق بالبنود الرئيسة التي هي كما قيل لي البنود ال14، هذه البنود الرئيسة التي تتطلب إذا ما جرى هناك من خلاف، تصويتاً، لا أكثر ولا أقل». وأضاف: «هذا ما أكدت عليه وطبعاً هناك ترقب بأن هذه الحكومة ليست فقط حكومة وفاق وطني لبناني، وإنما هي في مكان ما حكومة وفاق عربي وأمر يدعم ويسهل الوفاق اللبناني ويحافظ أكثر من أي وقت مضى على اتفاق الطائف». ورفض جنبلاط الإجابة عن أي سؤال. واستقبل جنبلاط لاحقاً في منزله في بيروت، وفداً قيادياً موسعاً من «حزب الله» ضم رئيس كتلة نواب الحزب (الوفاء للمقاومة) محمد رعد، والنائبين علي عمار ونواف الموسوي. وحضر عن الحزب الاشتراكي الوزيران العريضي وأبو فاعور والنائبان اكرم شهيب وعلاء ترو ونائب رئيس الحزب دريد ياغي ومفوض الإعلام رامي الريس ونجل جنبلاط البكر، تيمور. وكان بحث في العلاقة الثنائية والمستجدات السياسية المحلية والإقليمية. وتوقعت مصادر سياسية مطلعة على خلفيات ومضمون اللقاء بين الحريري وجنبلاط، أن تتسارع اتصالات تأليف الحكومة الجديدة. وعلم ان الحريري سيضع تصوره للحكومة العتيدة ويطرحه على رئيس الجمهورية ميشال سليمان، بعد ان يواصل مشاوراته التي تشمل «حزب الله» الذي سيلتقي قيادته للتداول في العقبات امام تشكيل الحكومة لجهة مطالب المعارضة ولا سيما «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون في الحقائب والوزراء، على ان يتشاور بعدها مع سليمان، ومع رئيس البرلمان نبيه بري. وقالت مصادر مواكبة لاتصالات تأليف الحكومة ان زعيم «التيار الوطني» العماد عون بعث برسالة رسمية الى الرئيس المكلف الحريري في الساعات الماضية يؤكد له فيها تمسكه بمطلبه الحصول على حقيبة سيادية (الداخلية) واربع حقائب اخرى. ونقل زوار عنه تأكيده انه كان يمكن ان يجد حلاً لمطلبه توزير الوزير الحالي جبران باسيل في الحكومة بحيث يجد بديلاً منه، لكن إصرار الفريق الآخر على رفض توزيره جعل الأمر تحدياً له، ما جعله يصر على تولي باسيل حقيبة الاتصالات بعد الحملة عليه بحجة رفض توزير الراسبين في الانتخابات النيابية. وذكر هؤلاء الزوار نقلاً عن عون ان موقف رئيس الجمهورية «غير مفهوم وغير ثابت». وكان باسيل التقى نادر الحريري في وقت سابق وتناول اللقاء تشكيل الحكومة. واستبقت كتلة «المستقبل» النيابية لقاء الحريري وجنبلاط باجتماع ترأسه رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة، أعقبه بيان أثنت فيه على جهده المتواصل «لتشكيل حكومة ائتلاف وطني بسرعة ومن دون تسرع». وتمسكت كتلة «المستقبل» بمبادئ قوى 14 آذار التي التزمت بها في الوثيقة الصادرة عنها في 26 أيار (مايو) 2009 والتي اقترعت لها غالبية اللبنانيين... انطلاقاً مما عبّر عنه اتفاق الطائف». وفي ظل توقع النائب ميشال المر ان تتشكل الحكومة في غضون 5 أيام، قالت مصادر في قوى 14 آذار انه لا يجوز الانزلاق في التفاوض حول تذليل العقبات من امام تشكيل الحكومة، مع المعارضة، الى تفاوض مع كل فريق فيها في شكل منفرد، لأن هذا يطيل إنجاز التركيبة الحكومية، بل ينبغي التفاوض مع المعارضة ككل لمعالجة شاملة لمطالبها بدل المعالجة بالمفرق. نتانياهو: الحرب عاصفة إعلامية من جهة ثانية، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ان «رياح الحرب لا تهب على الحدود الشمالية لإسرائيل». ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن نتانياهو انه على عكس التقارير الإعلامية الأخيرة، ليس هناك توتر غير معتاد أو حركة غير معتادة على الحدود الإسرائيلية على لبنان. وقال نتانياهو خلال زيارة لقاعدة «هتساريم» التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي قرب بئر السبع رافقه فيها وزير الدفاع ايهود باراك ورئيس الأركان الجنرال غابي أشكينازي: «ليس هناك رياح حرب تهب على الحدود الشمالية. إنها عاصفة إعلامية لا أكثر». وأعرب عن امتنانه لحصوله على «فرصة لمعاينة تطورات سلاح الجو عن قرب لكونه عنصراً اساسياً في الأمن الإسرائيلي». من جانبه قال باراك إن «إسرائيل تواجه تحديات أمنية غير اعتيادية والقليل من الفرص الديبلوماسية». وأضاف: «قدرتنا على النظر إلى الأمام باتجاه الآفاق الديبلوماسية تستند أولاً وأخيراً على قدرة الجيش الإسرائيلي».