ميثاء الهاملي حصلت على الدكتوراه في الوعي السياسي عند المرأة الإماراتية، وفي سؤال لها حول «رؤيتها الآن للوعي السياسي لدى الإماراتية وكيف ترين تطوره ودوره في دعمها؟، تجيب: «الوعي السياسي للمرأة ومن خلال نتائج بحثي الميداني بدأ من المنزل ومن الأسرة بالذات، إذ لا تفصلنا طبقية معينة عن حكامنا ومتخذي القرار، وعلى رغم تقصير مناهجنا في كل المراحل الدراسية حتى الجامعة، إلا أن المرأة عموماً، وبخاصة في السنوات الأخيرة، أصبحت تعي أهمية دورها السياسي في بلادها، وأنه أصبح واجباً وليس اختياراً». وتضيف: «بعد التجربة البرلمانية وخوض غمار الانتخابات، أصبحت الرؤية أكثر وضوحاً من السابق، وأعتقد أن الفترة القادمة ستكون أكثر عمقاً في التجربة السياسية للمرأة الإماراتية». وحول طبيعة الوعي السياسي الآن لدى الشعب العربي من جانب ونخبه الثقافية والسياسية من جانب آخر وأخيراً سلطاته الحاكمة.. ترى الدكتورة ميثاء «أن الشعب العربي خصوصاً بعد الأحداث والمتغيرات المصيرية أخيراً أصبح أكثر وعياً بحقوقه السياسية، ولكن للأسف الوضع يعاني شيئاً من الضبابية، فلا يعطي فرصة للأمور أن تأخذ وضعها الطبيعي بشكل منظم وسلس، بل أكاد أجزم أن الأمور أخذت تتخذ أشكالاً أخرى واتجاهات معقدة، وتصعيداً في بعض المواجهات التي لا أرى أهمية لها، وبالتالي الأمور تحتاج إلى شيء من التروي، وإعادة قراءة الواقع، واستشراف القادم للوقوف على إجابات لأسئلة هي في حاجة إلى الفهم، ووضع استراتيجيات وخطط وأهداف واضحة لرأب الصدع» وتزيد: «وأيضاً في حاجة إلى التركيز على مفهوم التنمية في المجالات كافة، بعيداً عن الشعارات الرنانة، فالصراخ في هذه المرحلة لا يؤدي إلا إلى الفوضى وتأخير مسيرة التقدم في عالمنا العربي». وتعلق بقولها: «في الاتجاه الآخر أرى أن الوضع الراهن في بعض البلدان العربية أصبح مؤشراً لمدى كارثية تغييب الشعوب عن قراراتها المصيرية. ونستطلع رأي المستشارة حول محاولات سيطرة الفكر السلفي والإخواني على المرأة العربية، تقول: «بغض النظر عن تلك المسميات، وأنماط تلك الأفكار بمختلف معتقداتها وسياساتها، أعتقد أن من أهم أسباب الثورات في العالم العربي فكرة التهميش والإلغاء والإقصاء، ولا أعتقد أن فكرة السيطرة على المرأة قائمة، بخاصة في ظل الوضع الراهن، فالوضع لا يسمح للفكر المنغلق بتحجيم المرأة وإعادتها للبدايات بعد سنين من الكفاح والتعب، للوصول إلى ما هي عليه الآن، وما تحقق من نجاح وتمكين ونيل لحقوقها الفكرية والعلمية والمهنية والإنسانية قبل كل ذلك، ولذلك ليس من الضرورة أن تذكر المرأة في كل خطاباتها بفكرة أن المجتمع لا يمكن له السير بقدم واحدة أبداً. وفي سؤال حول لماذا برأيك تيارات الإسلام السياسي تتخذ من المرأة مرتكزاً لبث أفكارها وشن هجماتها وتحاول هدم مكتسبات هذه المرأة وحقوقها التي نالتها بعد كفاح طويل؟ تجيب بقولها: «خطابات تلك التيارات ربما تحتاج إلى عملية نقد وإعادة قراءة، وأعتقد أن الخطاب الديني الذي تتبعه بعض تلك التيارات مع المرأة يكشف لنا عن ثنائية في جانب وأحادية في جانب آخر، فالأولى تنم عن ذكورية بلغة دينية، وفي الثانية أن التجربة أثبتت أن دعاة وحاملي راية ذلك الخطاب أنفسهم لم يلتزموا به مع ذويهم». وتستطرد الدكتورة، وتقول: «لا يخفى على أحد أن المرأة كرمت في الدين الإسلامي بل وفي جميع الأديان السماوية، ولا ينكر هذا التكريم إلا جاهل أو متغطرس، يتستر بثوب الدين للوصول إلى أغراض في نفسه، وللأسف اتخذت معظم تلك التيارات المرأة شماعة لتعليق كل أخطاء المجتمع عليها، بل صورها البعض شيطاناً وأساساً لكل خطيئة على وجه الأرض. ونختم بسؤالنا لها: كيف تقومين تأثير تيارات الإسلام السياسي على المستقبل العربي؟ فتعلق قائلة: «ربما نحن في حاجة إلى تجاوز أزمة ما يسمى ب»الإسلام السياسي»، وندرك أن ديننا الحنيف هو الباعث على الحياة والنهوض والانفتاح وبناء الحضارات والتفاعل مع الآخر، بعيداً عن الإيديولوجيات والتيارات الفكرية، الإسلام حاضر بقوة في المجتمعات الإسلامية قبل نشوء تلك التيارات». وتختم: «نحن في حاجة أكبر إلى فكرة الانفتاح والتسامح مع الفكر أياً كان هذا الفكر، والتفاعل مع الآخر، بعيداً عن الإقصاء والتكفير».