يعيش اليمن أوضاعاً صعبة، لم تؤد الثورة والتغيير السياسي الذي تبعها إلى أي تغيير فيها. وفيما يركز الإعلام الخارجي على المشاكل ذات البعد الإقليمي والدولي، يواجه اليمنيون مجموعة أزمات خانقة تجعل حياتهم اليومية أقرب إلى المعاناة. * أزمة المياه تعاني كثير من مناطق اليمن وتحديداً العاصمة صنعاء من شح المياه، ويعتمد غالبية السكان على مياه يشترونها من ناقلات باعتبار أن مياه الشركة الرئيسة التابعة للدولة غالباً ما تكون منقطعة. ويقول أحد سكان العاصمة عبده ناجي أن هناك صعوبة بالغة حتى في الحصول على الماء من الناقلات بسبب أزمة المشتقات النفطية التي أدت بدورها إلى ارتفاع أسعار المياه بشكل كبير. ويوضح أن المشكلة مزمنة، مؤكداً أن الدولة لم تحرك ساكناً لمواجهتها. * ندرة الغاز يتحدث اليمنيون عن «انقراض» غاز الاستخدام المنزلي من الأسواق ومراكز التوزيع. ويقول الموظف الحكومي محمد الطاهر أن المشكلة هذه لا تستثني أحداً. ويضيف أن غاز المنازل يستعمله الجميع «لذا من الطبيعي أن يكثر الطلب عليه خصوصاً في المناسبات». كثيرون يجدون أنفسهم مضطرين لشراء الغاز من السوق السوداء، بسعر أعلى طبعاً من ثمنه الطبيعي. * الكهرباء أضحى انقطاع الكهرباء في اليمن أمراً مألوفاً، إذ أعتاد كثيرون من اليمنيين السهر على أضواء الشموع. ويوضح الباحث محمد الحضرمي أن الحكومة «عجزت عن حل مشكلة الكهرباء في اليمن منذ قيام الوحدة اليمنية عام 1990، أي قبل نحو 25 عاماً، والضحية غالباً المواطنون البسطاء». ويلفت إلى أن «لدى المسؤولين مولداتهم الاحتياطية فلا يشعرون بأثر انقطاع التيار، ولو كانوا يعيشون حياة المواطن خصوصاً في المناطق الحارة لبذلوا الغالي والرخيص لتوفير حلول عاجلة». * المشتقات النفطية صار مألوفاً أيضاً أن ترى مركبات اليمنيين حبيسة الطوابير الطويلة عند محطات الوقود التي تعيش الحالة منذ أشهر. ويعبر المزارع صالح سالم عن سخطه من أداء حكومة الوفاق الذي وصفها بالفاشلة لعدم قدرتها على توفير المشتقات النفطية، مؤكداً أنه فقد الكثير من محصولاته بسبب الجفاف وعدم قدرته على ريها لعدم توافر مادة الديزل. * الأمن ويبقى الأمن والأمان الأهم بالنسبة للناس، فيما اختلال الأوضاع الأمنية ينتقل من منطقة إلى أخرى، حابساً الغالبية في بيوتها ومناطق سكنها، وخانقاً الاقتصاد... وموفراً للمسؤولين مبرر تقاعسهم عن ايجاد الحلول لأبسط المشاكل.