لم تعد العبارة الشهيرة «نعمل لأجلكم ونأسف لإزعاجكم» التي تتكرر على اللوحات المعلقة أمام مشاريع الطرق ذات جدوى أو قبول لدى قاطني مدينة جدة، فما إن تنتهي الشركة المنفذة من مشروعها حتى تظهر الحفر والعيوب في الأسفلت على الطرقات الرئيسة وداخل الأحياء. وبعد هطول الأمطار ينكشف الستار عن جودة المشاريع مع تزايد الهبوطات والحفر في الشوارع والمستنقعات، في ظل استياء «الجداويين» لما يحدث لمدينتهم العروس. يقول علي المحسن أحد سائقي سيارات الأجرة ل «الحياة» إن الشوارع في مدينة جدة أشبه بلعبة «المتاهة» التي تجعلك تلتف حيناً إلى اليمين وحيناً إلى اليسار لتفادي الحفر، منوهاً بأن الهرب من الحفر والانهباطات التي على الطريق لا ينجح دائماً، فلابد من الوقوع فيها وينتج منها بعض الأضرار، إذ بلغت كلفة تصليح سيارته في الآونة الأخيرة 2700 ريال. وأوضح أن سائقي سيارات الأجرة هم الفئة الأكثر معاناة من الحفر، لكثرة تنقلهم بين الأحياء، إذ يجوبون الشوارع لإيصال الركاب، مقترحاً على الجهات المختصة أن تنشئ لجنة مختصة بالحفريات تضم الأمانة، شركات المقاولات، ووزارة النقل لمتابعة الحفر في الشوارع وإصلاحها ومراقبة المشاريع. وشكا سكان حي الحرمين من كثرة المستنقعات والحفر التي شوهت الحي وجعلت منه مرتعاً للبعوض والحشرات، إذ يعزو عبد الإله العمري أحد سكان الحي الوضع إلى إهمال الأمانة وقصور المشاريع، موضحاً أن حي الحرمين من الأحياء الجديدة التي تعرضت للتشويه من خلال الحفر والمستنقعات. وقال إن معاناتهم مع حي الحرمين لا تنتهي، إذ إن مشاريع الإصلاح لم تنته منذ أن سكن الحي، بل تصاعدت حتى زاد منسوب المياه الجوفية وأضر بسكان الحي، متمنياً أن تنتهي تلك المشاريع المحيطة بهم وإيجاد حلول سريعة لمشكلة الحفريات والمستنقعات. وأرجع مشكلة الحفر في المدينة إلى ضعف البنية التحتية للطرقات والأحياء وسوء التخطيط، مطالباً أمانة جدة بتكثيف الرقابة على المشاريع، ومعالجة المستنقعات التي نتجت من الأمطار داخل الأحياء وعلى الطرقات. من جهته، كشف المتحدث الرسمي بأمانة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري ل «الحياة» عن قيمة مشاريع الأمانة التي تم توقيعها أخيراً لمعالجة الحفر والهبوطات في شوارع المدينة والتي تتجاوز 150 مليون ريال، وتأتي على مراحل لصعوبة معالجتها في جميع الأحياء والشوراع كاملة خلال فترة واحدة. وأكد أن نسبة الحفر في جدة قلت عن ما كانت عليه، إذ إن عقود المشاريع الجديدة أخذت ثلاثة أشكال وهي إصلاح الشوارع والطرق المتضررة من آثار السيول، ترميم وإعادة سفلتة الشوارع وتهيئتها من جديد، إضافة إلى سفلتة طرق جديدة. وقال: «تعاني أمانة جدة من بعض المشاريع التي تنفذها القطاعات الأخرى مثل شركة المياه والكهرباء والتي تتطلب حفر الشوارع ما يؤخر السفلتة ،أو تحفيرها في شوارع تم الانتهاء من سفلتتها، إضافة إلى منسوب المياه الجوفية والتي من اختصاص الشركة الوطنية للمياه، فبعد الانتهاء من سفلتة الطرق في حي الحرازات الواقع شرق مدينة جدة، تظهر الحفر مرة أخرى وذلك لخروج المياه الجوفية على السطح».