كشف استشاري متخصص في طب الأورام عن تطور سريع في الطرق العلاجية لسرطان المبيض، الذي يحتل المرتبة السابعة بين الأورام الأكثر انتشاراً في المملكة، والمرتبة الثالثة بعد أورام الثدي وأورام عنق الرحم بين السيدات. وقال استشاري طب الأورام في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض الدكتور حامد الحصيني: «الجمع بين العلاج الجراحي والكيماوي، إذا تم تعزيزه بآلية العلاج (البيولوجي) فإنه يحقق نتائج أفضل في الحالات المتقدمة»، مشدداً على أن الكشف الباكر للمرض يزيد من فرص الشفاء بنسبة 90 في المئة. وأضاف أن سرطان المبيض ورم خبيث يصيب أحد المبيضين أو كليهما، وينشأ في معظم الخلايا التي على سطح المبيض، ووجود بروتين VEGF يضاعف من شراسة المرض، «العقم يعد من مسببات المرض، وكذلك استخدام هرمون الأستروجين بعد سن اليأس، والبلوغ الباكر للمرأة (قبل 12 سنة) أو بلوغ سن اليأس بعد ال50 من العمر، فضلاً عن التدخين». وتابع: «للعوامل الوراثية دور مهم في زيادة عدد الإصابات بهذا المرض، إذ ثبت أن 15 في المئة من الحالات تحدث بصورة رئيسة نتيجة للعوامل الوراثية، وترتفع احتمالات الإصابة بالمرض بنسبة تراوح بين 2 و6 أضعاف في العائلات التي يثبت فيها الإصابة بسرطان الثدي أو المبيض أو كليهما، مقارنة بالعائلات التي لا تعاني من هذا المرض». وأشار إلى أن المرض يعد الثامن بين الأورام الأكثر انتشاراً لدى السيدات، إذ شخصت به نحو 225 ألف حالة سنوياً حول العالم، وسابع أكثر الأورام المسببة للوفاة لدى السيدات، وسجلت نحو 140 ألف حالة وفاة سنوياً بهذا المرض. وأوضح الحصيني أن 70 في المئة من الحالات التي يتم تشخيص إصابتها بسرطان المبيض يكون المرض قد بلغ حالة متقدمة لديها، نظراً إلى تشابه الأعراض في هذا المستوى مع أعراض أمراض أخرى، كالقولون العصبي أو التهاب المعدة قبل ثبوت الإصابة بالمرض، لافتاً إلى أن أعراض المرض منها الشعور بالغثيان مع آلام في البطن، والاحساس بالغازات، وفقدان الشهية، وخمول في الجسم، وقد تعاني المريضة بحالات متقدمة من ضيق في التنفس. وقال الحصيني: «الطبيب المختص يمكنه تشخيص سرطان المبيض عبر الفحص السريري، وفحص المبيض والرحم بالأشعة الصوتية، فإذا تبين وجود ورم على المبيض يتابع الطبيب إجراء تحاليل الدم لمعرفة مؤشر المرض (CA 125)، الذي يرتفع لدى المصابات به، وثم تجرى جراحة استئصال الورم ويرسل للمختبر لتحليل أنسجته». وأكد أن المؤتمر العالمي «أسكو ASCO»، الذي عقد أخيراً في أميركا سلط الضوء على تطور آلية العلاج الموجه «بيفاسيزوماب» الذي يستهدف مسببات نمو وتطور الورم، فيحد من نمو الأوعية الدموية حول الورم السرطاني، ما يزيد نسبة الاستجابة للعلاج ويقلص حجم الورم، ما يتيح زيادة السيطرة على تطور الورام، ومن ثم ينعكس إيجاباً على متوسط حياة المريضة، مشيراً إلى أن العلاج الموجه قد يزيد من ضغط الدم بنسبة 20 في المئة، وأحياناً يحدث ثقباً في الأمعاء أو يتسبب في ظهور زلال بروتيني في البول، وتلك الأعراض الجانبية نادرة الحدوث.