لندن، دمشق، موسكو - اب، رويترز، ا ف ب - رحبت موسكو امس بفكرة تأمين «ملجأ آمن» للرئيس بشار الاسد، لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اوضح ان بلاده ليست مستعدة للقيام بذلك او لاقناع الاسد بهذه الفكرة. وقال للصحافيين على الطائرة التي كانت تقله من بروكسيل حيث حضر قمة روسية - اوروبية «ان موسكو ترحب باستعداد اي بلد لتوفير ملجأ آمن للرئيس بشار الاسد اذا تخلى عن السلطة لكن موسكو لا ترغب في ذلك». وتوجه لافروف الى الدول التي قال انها مستعدة لتوفير ملجأ آمن للاسد، وقال: «اذا كان هناك من يريد ان يقدم له ضمانات فاهلاً وسهلاً. نحن أول من سيرحب بذلك. وسنقول: الحمد لله. لقد توقفت المذابح. مع اننا لسنا متأكدين ان هذا سيوقف المذابح». واضاف: «لا احد يريد تدخلا. يبدو احيانا انهم يصلون كي تواصل الصين وروسيا عرقلة اي تدخل لانه ما ان يجاز فسيتحتم عليهم التحرك، لكن لا احد مستعد للتحرك». وذكر لافروف ان «الحكومة السورية تبذل جهودها حالياً لتأمين الاسلحة الكيماوية، بحسب بيانات الاستخبارات المتاحة لنا وللغرب». واعرب عن اعتقاده بان «السلطات السورية جمعت المخزون من هذه الأسلحة، والذي كان في اماكن متفرقة في البلاد، في مكان واحد أو اثنين.» ولم يقل متى حدث ذلك ولم يذكر أية تفاصيل، لكنه اعتبر ان أكبر خطر تمثله الاسلحة الكيماوية السورية هو وقوعها في ايدي متشددين. من جهة اخرى، قالت مصادر ديبلوماسية عربية في القاهرة ل «الحياة» إن المبعوث الأممي -العربي المشترك الى سورية الأخضر الإبراهيمي سيتوجه إلى دمشق خلال اليومين القادمين. وأكدت أنه جرى الاعداد لسفر الابراهيمي في سرية وتكتم بطلب من الابراهيمي نفسه. وتوقع مصدر في الجامعة ان يلتقي الابراهيمي الرئيس الاسد ومسؤولين حكوميين وبعض فصائل المعارضة. وسيجتمع قبيل سفره إلى دمشق مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي لبحث مجموعة الأفكار التي سيطرحها على دمشق والتي تتضمن تنفيذ «جنيف 2» وهي الصيغة المعدلة لما تم التوصل إليه مؤتمر جنيف الأول في 30 حزيران (يونيو) الماضي. ويعقد مجلس الجامعة اليوم اجتماعاً على مستوى المندوبين بحضور العربي، وعلى رغم أن الاجتماع يركز على الأزمة الفلسطينية سواء بالنسبة الى المستوطنات وحل مشكلة شبكة الأمان العربية في السلطة الفلسطينية، إلا أن الاجتماع سيتطرق إلى مهمة الابراهيمي وتحركاته المستقبلية في سورية. على الصعيد الميداني، تتعرض بلدتا محردة والسقيلبية الواقعتان الى الشمال الغربي من مدينة حماة لحصار من قبل قوات المعارضة التي قالت ان قوات النظام لجأت اليهما وتتحصن فيهما بعد الهجمات التي شنتها المعارضة على حواجز الجيش ومقراته في محافظة حماة. وهدد مقاتلو المعارضة باقتحام البلدتين ما لم تغادرهما قوات النظام. وبث قائد معارض عرف عن نفسه باسم «قائد لواء الانصار في ريف حماة رشيد ابو الفداء» نداء على موقع «يوتيوب»، توجه فيه الى سكان البلدتين داعياً اياهم الى «طرد عصابات الاسد وشبيحته من مدنكم وردعها عن قصف قرانا واهلنا والا فاننا سوف نوجه بواسلنا فورا باقتحام اوكار العصابات الاسدية وشبيحته». واشار الى ان عناصر اللواء حاولوا اقتحام السقيلبية الاثنين الماضي «للقضاء على العصابات الاسدية»، لكنهم انسحبوا «حرصا منا لعدم اذى الابرياء والشرفاء». واعتبر ان قوات النظام تحصنت في البلدتين «من اجل الفتنة الطائفية». وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان محردة والسقيلبية تضمان عشرات الآلاف من السكان، وان عددا من سكان محردة سبق ان غادروها في اتجاه محافظة طرطوس الساحلية. والسقيلبية هي مسقط رأس البطريرك الراحل للروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم. وفي دمشق، انفجرت سيارة مفخخة في حي القابون، شمال شرقي العاصمة، ما ادى الى مقتل خمسة اشخاص واصابة العشرات، والى اضرار مادية كبيرة. وقصفت قوات النظام الاحياء الجنوبية من العاصمة لا سيما العسالي والحجر الاسود، وقال المرصد ان تعزيزات للقوات النظامية وصلت الى شارع الثلاثين الذي يفصل بين الحجر الاسود ومخيم اليرموك. وعاد الآلاف من اللاجئين الى المخيم في اليومين الماضيين بعد اتفاق على خروج المسلحين منه.