يانغون، بروكسيل، باريس، لندن – أ ب، رويترز، أ ف ب – وجّه المجلس العسكري الحاكم في ميانمار ضربة جديدة إلى زعيمة المعارضة اونغ سان سو تشي أمس، اذ اصدر القضاء حكماً بسجنها 3 سنوات مع الأشغال الشاقة، لاتهامها بانتهاك شروط إقامتها الجبرية عبر استقبالها أميركياً في منزلها، قبل تخفيف العقوبة الى الإقامة الجبرية 18 شهراً.وقال القاضي: «أون سان سو تشي وُجدت مدانة بالاتهامات، وبناءً على هذا أصدرتُ حكماً بالسجن مدة ثلاث سنوات». وبعد خمس دقائق على إصدار الحكم، دخل وزير الداخلية الجنرال مونغ او الى المحكمة وأعلن ان رئيس المجلس العسكري الحاكم الجنرال ثان شوي وقّع أمراً خاصاً يخفف العقوبة الى الإقامة الجبرية 18 شهراً. وأضاف أن المجلس اخذ في الاعتبار أن سو تشي هي أبنة بطل استقلال ميانمار من بريطانيا أونغ سان، اضافة إلى «الحاجة للحفاظ على السلم الاجتماعي والاستقرار ومنع أي اضطرابات في خريطة الطريق نحو الديموقراطية». وقالت سو تشي لديبلوماسيين حضروا الجلسة: «أتطلع الى العمل معكم مستقبلاً، من اجل السلام والازدهار في بلدي والمنطقة». والحكم الصادر على زعيمة المعارضة، ينسحب أيضاً على مساعدتين لها في منزلها. وحُكم على الأميركي جون يتاو بالسجن سبع سنوات مع الأشغال الشاقة، بينها ثلاث لمخالفته القوانين الأمنية وثلاث لمخالفته قوانين الهجرة وسنة لقيامه بالسباحة في شكل غير مشروع في بحيرة الى منزل سو تشي. وكان يتاو (53 سنة) الذي استضافته سو تشي في منزلها في 4 و5 أيار (مايو) الماضي، قال خلال المحاكمة انه قصد منزلها بعدما وردته «رؤيا باغتيال سو تشي». وكشفت السلطات هذه القضية، قبل 3 اسابيع فقط من انتهاء العمل بأمر الإقامة الجبرية التي تخضع لها سو تشي (64 سنة) الحائزة جائزة نوبل للسلام لعام 1991، والتي حُرمت من الحرية طيلة 14 سنة خلال السنوات العشرين الأخيرة. ويرى ديبلوماسيون غربيون ان المجلس العسكري الحاكم مصمم على ابعاد سو تشي عن المشهد السياسي، قبل الانتخابات الاشتراعية المقررة السنة المقبلة. ويحكم الجيش ميانمار منذ العام 1965. وأثار الحكم ردود فعل ساخطة، اذ دعت ماليزيا الى اجتماع عاجل لرابطة جنوب شرقي آسيا (آسيان)، فيما دانته الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي، وطالبت «السلطات بالإفراج عنها فوراًً ومن دون شروط». وحذرت من ان «الاتحاد سيتخذ تدابير بحق المسؤولين عن هذا الحكم»، و «سيشدد ايضاً القيود التي يفرضها على نظام ميانمار، بما فيها تلك المتعلقة بمصالحها الاقتصادية». في باريس، دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاتحاد الأوروبي الى «تبني عقوبات جديدة على النظام» في ميانمار. وأكد رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون انه «حزين وغاضب بسبب الحكم على اونغ سان سو تشي، بعد محاكمة أشبه بمهزلة»، معتبراً انه «ليس سوى حكم سياسي يستهدف منعها من المشاركة في الانتخابات السنة المقبلة» التي رأى انها ستفتقد «أي صدقية او مشروعية» من دون مشاركة «سو تشي والمعارضين الآخرين» المعتقلين. وحضّ مجلس الأمن على «التصرف بصرامة وفرض حظر عالمي على بيع السلاح الى يانغون».