انتهت الدورة التاسعة والثلاثون لوزراء خارجية بلدان منظمة التعاون الإسلامي التي عقدت في جيبوتي في الفترة 15 - 17 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، لتنهي رئاسة كازاخستان هذه المنظمة الدولية التي بدأت في حزيران (يونيو) 2011. وكانت فترة 2011 - 2012 حافلة بالنسبة للعالم الإسلامي، وأجبرت الاضطرابات السياسية المنظمة ورئاستها على الاستجابة في الوقت المناسب وعلى نحو كاف، والآن يبدو أن البلد الرئيس كان ناجحاً في إدارته المنظمة. في غضون فترة قصيرة من الزمن تقدمت كازاخستان بمبادرات لاقت ترحيباً، ومن بين هذه المبادرات، على وجه الخصوص، إنشاء مكتب منظمة التعاون الإسلامي للأمن الغذائي يكون مقره في عاصمة جمهورية كازاخستان، آستانة التي ستكون بين عواصم ست تعتزم منظمة التعاون الإسلامي فتح مكاتب إقليمية جديدة فيها في السنوات المقبلة، ومن شأن فتح مثل هذا المكتب في آستانة، أن يساهم في التحول التدريجي للمدينة إلى مركز لمكاتب المنظمات الدولية الإقليمية، ويطور تنسيق علاقات منظمة التعاون الإسلامي مع بلدان آسيا الوسطى والقوقاز وإيران وروسيا والصين. خلال فترة رئاسة كازاخستان المنظمة تم للمرة الأولى إيفاد بعثات مراقبة تابعة لها إلى دول أعضاء لمراقبة الانتخابات البرلمانية فيها، وعلى وجه الخصوص، ترأس ممثلا كازاخستان بعثتي منظمة التعاون الإسلامي لمراقبة الانتخابات البرلمانية في كل من تونس في تشرين الأول 2011، وليبيا في أيار (مايو) 2012. من بين الأحداث الأخرى ذات الصلة خلال فترة رئاسة كازاخستان إنشاء لجنة منظمة التعاون الإسلامي الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان، ويمثل إنشاء مثل هذه اللجنة خطوة كبيرة إلى الأمام نحو نقل قضايا حقوق الإنسان إلى جدول أعمال أنشطة المنظمة. وخلال مدة رئاسة كازاخستان جرى تنظيم نحو 40 فعالية مهمة، من بينها اجتماع الكثير من اللجان التنفيذية للمنظمة، ومجموعة من المؤتمرات الوزارية في البيئة والصحة والعلوم. وستحتفل آستانة بكونها المكان الذي في حزيران 2011 اكتسبت فيه منظمة التعاون الإسلامي اسمها الجديد الذي حل محل «منظمة التعاون الإسلامي» الذي لازمها لأكثر من أربعين عاماً. وبالفعل، يجب أن يحترم كحدث تاريخي بارز، حدث اعتماد الاسم والشعار الجديدين للمنظمة العالمية الثانية بعد منظمة الأممالمتحدة من حيث الحجم. وكانت كازاخستان أول دولة غالبية سكانها من المسلمين، ودولة عضو في منظمة التعاون الإسلامي، تتولى رئاسة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بصفتها أول دولة سوفياتية سابقة، وربط المراقبون بين هاتين الرئاستين للمنظمتين، باعتبار الأولى تمثل الغرب المسيحي، والثانية الشرق الإسلامي، مع ما يعنيه ذلك لجهة الدور الذي يمكن أن تلعبه كازاخستان في توسيع الحوار بين الثقافات والحضارات.