بفضل النجاح العالمي الذي حققته أجهزة «سامسونغ» المحمولة والمغني ساي في عام 2012، تعرف العالم أخيراً بشكل أفضل إلى كوريا الجنوبية التي غالباً ما يشعر مواطنوها بأن الآخرين يسيئون فهم بلادهم وبأن الصين واليابان تحجبان الضوء عنها. فقد ساهمت شهرة أغنية «غانغنام ستايل» التي سجل شريط الفيديو المرافق لها أعلى نسبة مشاهدة في تاريخ «يوتيوب» وتجاوزت البليون مرة أمس، في وضع كوريا على خريطة العالم وفي تعريف ملايين الشبان إليها. ومنحته كوريا الجنوبية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ميدالية لأنه «زاد اهتمام العالم ببلاده»، كما قال ممثل لوزارة الخارجية. وعلى الصعيد الثقافي أيضاً، نال الفيلم الكوري الجنوبي «بييتا» للمخرج كيم كي-دوك جائزة الأسد الذهبي عن فئة أفضل فيلم في مهرجان البندقية السينمائي، فكان الفيلم الكوري الأول الذي ينال جائزة كبرى في أحد المهرجانات السينمائية الثلاثة الأولى في العالم (كان وبرلين والبندقية). وعلى رغم التغيرات الكبيرة التي شهدتها كوريا الجنوبية في فترة قصيرة، لا تزال البلاد مهمّشة في نظر أبنائها، مقارنة بالصين واليابان. ويشكل انتقالها من بلد دمّرته الحرب ومن نظام ديكتاتوري عسكري إلى بلد يتمتع برابع أكبر اقتصاد في آسيا وبديموقراطية، مصدر فخر كبير بالنسبة إلى سكانها. لكن كوريا الجنوبية تعتبر أن العالم لا يزال ينظر إليها على أنها بلد المطاعم التي تقدم لحم الكلاب والمسلسل التلفزيوني الأميركي «ماش» الذي تدور أحداثه خلال حرب كوريا (1950-1953). فقد نُسبت نجاحاتها الاقتصادية الكبيرة إلى آخرين، بما أن كثيرين يعتقدون أن شركة «سامسونغ» المصنعة للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية من نوع «غالاكسي» هي شركة يابانية أو تايوانية. وحالف الحظ «سامسونغ» في عام 2012. فهذه الشركة الإلكترونية العملاقة تخوض مجالات اختصاص شركة «آبل» الأميركية وأصبحت منافستها الأولى في سوق الهواتف المتعددة الوظائف والأجهزة اللوحية العاملة باللمس. ولم تكتف «سامسونغ» بإطاحة شركة «نوكيا» الفنلندية كالمصنّع الأول عالمياً للهواتف المحمولة، بل أصبحت تملك اليوم حصة من سوق الهواتف الذكية تتخطى 31 في المئة، في مقابل 15 ل «آبل». وتعتبر الحكومة الكورية الجنوبية أنه من مسؤوليتها تعزيز مكانة بلادها في الساحة الدولية، وتدعم أجهزتها المعنية انتشار «الموجة الكورية» الثقافية في آسيا وسائر أنحاء العالم. لكن الخبير سايمون أنهولت يعتبر أن نجاح ساي يثبت أن التعبير الفردي في المجال الثقافي هو أقوى من التعبير الذي تدعمه الدولة.