يصب المستثمرون تركيزهم العام المقبل على الصين وشريكتيها في مجموعة «بريكس» البرازيل وروسيا، وأيضاً على اليابان وبعض دول البحر المتوسط، متشجعين ببوادر على انتعاش عالمي ووفرة سيولة لدى المصارف المركزية. ويصعب الحصول على توافق في الآراء في شأن أكثر الدول التي ستكون وجهات للاستثمار العام المقبل. وغالباً ما تكون أبسط القواعد هي تجنب الاستثمارات التي حققت أفضل النتائج في العام السابق، والبحث عن أصول ذات أسعار منخفضة على أمل ارتفاعها وفقاً للدورة الاقتصادية. وبعد خمس سنوات من أزمات اقتصادية عالمية مزعجة، لن يفكر مديرو الصناديق الغربيون الأكثر تحفظاً حتى في مجرد ترك بلادهم من دون بعض «الضمانات» الأساسية على الأقل، ناهيك عن دخول أسواق واعدة جديدة. وبالتالي فإن الأساس الذي يقوم عليه معظم توقعات عام 2013، يفترض عدم انهيار اليورو وأن تتمكن الولاياتالمتحدة من تجنب «هاوية مالية» وشيكة، وأن يكون الاقتصاد الصيني تجاوز مرحلة انخفاض النمو. وتظهر مسوح أجرتها وكالة «رويترز» لأسواق الأسهم العالمية، انتعاشاً جديداً لدول مجموعة «بريكس» التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين. فبعد سنتين من تراجع أداء بورصات الاقتصادات الأربعة الناشئة، حتى مقارنة ببورصات دول حصلت على برامج إنعاش نقدي مثل اليونان وإرلندا والبرتغال وإيطاليا وإسبانيا، على رغم معدلات النمو الاقتصادي الكبيرة، يبدو أن الحيلة القديمة المتمثلة في استيعاب الخسارة لم تتغير. ولا تزال بورصة شنغهاي الصينية، التي تعاني منذ فترة طويلة، تتكبد خسائر هذا العام إذ انخفضت 25 في المئة عن مستواها في مطلع 2011 وأقل من نصف ذروتها التي بلغتها في 2007. وعلى رغم ذلك تعد المقصد المفضل لمديري الاستثمار مع توقعات بتحقيق مكاسب تبلغ 17 في المئة في المتوسط. ويعتقد محلل أسهم الاقتصادات الناشئة في «دويتشه بنك»، جون بول سميث، أن الصين ستواصل إحباط المستثمرين بسبب «أوجه القصور الهيكلية... وهو أمر شديد الوضوح بحيث لا يستطيع المستثمرون تجاهله». ويقلص سميث فرص الصين والبرازيل وروسيا، ويفضل تركيا وتايوان والمكسيك وبولندا. وحظيت الدولتان الأخيرتان بتفضيل المستثمرين وفق استطلاع أجرته وكالة «رويترز».