داليان (الصين) - أ ف ب، رويترز - تعهّد رئيس الوزراء الصيني وين جياباو في افتتاح «منتدى دافوس الاقتصادي الصيفي» في داليان (شمال شرق الصين) امس، بأن يواصل بلده الاستثمار في اوروبا وان «يساهم في شكل اكبر في نمو عالمي متوازن». وشدد على ضرورة احتواء تضخّم الدين العام في دول الغرب. وشدد في كلمة افتتح بها «المنتدى الاقتصادي العالمي»، الذي يعقد سنوياً في دافوس (سويسرا) شتاء وفي الصين صيفاً، على «منع الديون السيادية من التوسع». ولفت إلى إن بكين مستعدة لمساعدة أوروبا، أكبر شريك تجاري لها، لكن أضاف أن عليها مَنع اتساع نطاق الأزمة. وتابع: «الصين تعتقد ان الاقتصاد الاوروبي قادر على النهوض مجدداً، وهي ستواصل زيادة استثماراتها في اوروبا». وأضاف رئيس حكومة ثاني أكبر قوة اقتصادية عالمياً بعد الولاياتالمتحدة: «آمل من قادة ابرز الدول الاوروبية ان يفكروا بشجاعة في علاقتهم مع الصين، من وجهة نظر استراتيجية»، مشيراً الى طلَب الصين من الاتحاد الاوروبي منحها صفة «اقتصاد السوق»، وهو ما يرفضه الاتحاد حتى اليوم، مبرراً هذا الرفض بأن «الشروط اللازمة لا تتوفر في الصين لمنحها هذه الصفة». يذكر ان الصين التي تمتلك ثلاثة آلاف بليون دولار من احتياط الصرف العالمي، تستثمر جزءاً من هذا المبلغ الهائل في اصول باليورو، وسبق لها ان تعهّدت بدعم اليونان واسبانيا والبرتغال. وتأتي تصريحات رئيس الوزراء الصيني قبيل الاجتماع المقرر الاسبوع المقبل لمجموعة «بريكس» للدول الناشئة الكبرى (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا) الذي سيبحث خلاله امكان مدّ يد العون للاتحاد الاوروبي، لانتشاله من ازمة الديون. واضطرت ايطاليا، تحت ضغط اسواق المال، الى ان تؤكد انها لم تطلب من الصين المساعدة عبر شراء جزء من دينها، موضحة انها تتباحث مع مستثمرين صينيين حول استثمارات محتملة في القطاع الصناعي. إلى ذلك، أشار نائب رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ الى إن الاقتصاد العالمي يواجه عوامل ضبابية متزايدة، بينما تتفاقم أزمة الديون السيادية في بعض الدول. وقدّم تطمينات الى أن بكين تثق «دائماً» باليورو. ولفت إلى انها سترفع درجة التنسيق الاقتصادي مع أوروبا. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما طالب دول منطقة اليورو بانتهاج «سياسة مالية منسّقة أكثر فاعلية».