أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو المندوب الدائم للمملكة الدكتور زياد الدريس أن احتكار لغة واحدة للتواصل بين الشعوب لا يكفي و لا يجدي، «إلا إذا كنا نرنو إلى التواصل النخبوي فقط، الذي أثبت عبر السنين القليلة الماضية قلّة جدواه وفعاليته في تخفيف الاحتقان في هذا العالم». وقال في الاحتفالية التي نظمتها منظمة اليونسكو في مقرها بباريس بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي وافق الثلثاء الماضي 18 ديسمبر: نحن نحتفل اليوم باليوم العالمي للغة العربية، ونأمل أن نحتفل في بقية أيام العام ببقية اللغات الدولية الست، إيمانا منا بأن اللغة والهوية توأم، و أن اللغات هي مسار أساسي و فذ لتفكيك الهويات المتوترة التي وصفها أمين معلوف بالهويات القاتلة. لا شك أن كثيرا من الفروقات بين الهويات البناءة والهويات الهدامة يكمن في اللغة.. اللغة المفخخة !». وأضاف: «أصدرت الأممالمتحدة قرار الأيام الدولية للغات الست بتوصية من منظمة اليونسكو رغبة في تحفيز الشعوب على التعرف بدرجة أكثر على هذه اللغات وتسهيل التواصل معها. أتت هذه الخطوة ضمن خطوات مشتها اليونسكو خلال السنوات القليلة الماضية لتعزيز حلقة الوصل بين التقارب اللغوي والتقارب الثقافي. وقد شُغلت الدول الأعضاء في المنظمة خلال السنوات العشر الماضية باستصدار إتفاقيتين تعدّان اليوم من أكثر الاتفاقيات التي تحظى بالاهتمام والرعاية في اليونسكو وهما (اتفاقية التنوع اللغوي) و (اتفاقية التنوع الثقافي) إيمانا ً من اليونسكو وأهلها بأن التنوع اللغوي يمكن أن يسهم بفعالية في إثراء وتعزيز التنوع الثقافي، الذي هو الآن موضة وموجة حكماء العالم لمواجهة شبح التطرف والتعصب والعنف». وأوضح الدريس قائلا: نحتفل هذا العام باليوم العالمي للغة العربية بصورة استثنائية من خلال دعم (برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية في منظمة اليونسكو)، البرنامج الذي أحدث تأسيسه في العام 2007 منعطفا في مكانة اللغة العربية داخل المنظمة بين اللغات الأخرى»، مشيرا إلى أن ديمومة الاحتفال بهذا اليوم في الأعوام القادمة وكيفية تفعيله ونظم البرامج فيه، «فهذه مهمتنا جميعا، مهمة الدول العربية من خلال مندوبياتها الدائمة في المنظمة و من خلال مؤسساتها الحكومية والأهلية المعنية بالثقافة والتعليم والإعلام في الدول العربية. و نحن يجب أن نستفيد من الخبرة الفرنكفونية التي سبقتنا بسنين في احتفالها يوم 20 مارس باللغة الفرنسية، وسيكون من المفيد هنا إيكال هذه المهمة الاستقصائية إلى المثقفين والإعلاميين العرب في الدول العربية الفرنكفونية خصوصا». ولفت إلى أنهم في المجموعة العربية في المنظمة سيقومون بتقوييم الاحتفالية الأولى في اجتماعهم المقبل، «ثم سننطلق، أو هكذا أتمنى، في بلورة أفكار لآلية مستديمة للإحتفال بالأعوام القادمة. ومن ضمن الأفكار التي أنوي طرحها على المجموعة أن يتم تخصيص موضوع أو إشكالية لاحتفالية كل عام، حتى يساعد هذا على الخروج باليوم العالمي للغة العربية من ضجيج الإحتفالية إلى هدوء المعالجات والتطوير، أي في الجمع بين الإحتفال والإحتفاء بلغتنا العربية». وثمن الدريس جهود «كل من وقف خلف توليد هذا اليوم العالمي و آزره بالجهد والدعم والفكر والحماس».