أعلن جناح «تنظيم القاعدة في جنوب آسيا» الذي تشكل حديثاً، ان عناصره شنّوا في السادس من الشهر الجاري أول هجوم كبير عبر خطفهم الفرقاطة الباكستانية «ذو الفقار» في بحر العرب، ومحاولتهم استخدامها لإطلاق صواريخ على سفن حربية اميركية، والذي أحبطه الجيش الباكستاني. ويُظهر الهجوم الذي استمر ساعات قدرة المتشددين الإسلاميين على ضرب أجهزة الأمن الباكستانية الضخمة، ويثير تساؤلات حول قدرة الدولة النووية على حماية منشآتها، علماً ان القاعدة البحرية الباكستانية على بحر العرب منشأة مهمة على الصعيد الاستراتيجي، وتنفذ مهمات تندرج في قلب التعاون الأميركي - الباكستاني في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب والتهريب. ونقل موقع «سايت» الذي يراقب الجماعات المتشددة عن أسامة محمود، الناطق باسم الجناح، قوله إن «المجاهدين سيطروا على السفينة الباكستانية، وتقدموا نحو الأسطول الأميركي قبل ان يوقفهم الجيش الباكستاني». وأضاف: «ضحّى المجاهدون بأرواحهم، فيما أفسد الجنود الباكستانيون آخرتهم عبر التضحية بحياتهم دفاعاً عن أعداء الأمة الأميركيين». وأشار موقع «سايت» الى ان محمود قدم صورة وبياناً مفصلاً عن الفرقاطة «ذو الفقار»، فيما لم يصدر اي تعليق من الجيش الباكستاني. وكانت حركة «طالبان باكستان» المتحالفة مع «القاعدة» أعلنت ان الهجوم نُفِّذ بمساعدة مخبرين، قبل ان يعتقل الجيش عدداً من أفراد سلاح البحرية للاشتباه في تعاونهم مع المهاجمين. ويرى محللون ان تشكيل زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري الجناح الجديد يهدف الى الافادة من الانسحاب المقرر للقوات الأميركية من افغانستان بحلول نهاية السنة، وزيادة نفوذها في هذا البلد وباكستان والهند. في الولاياتالمتحدة، اكد رئيس وكالة الأمن القومي الأميركية الأميرال مايك روجرز أن جهازه يراقب حالياً القدرات الالكترونية لتنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، بالتزامن مع عرض قادة الجيش على الكونغرس استراتيجية لمواجهة التنظيم في العراق وسورية. وقال روجرز في مؤتمر عن الأمن الإلكتروني في واشنطن: «يجب ان نفترض وجود بعد إلكتروني في أي سيناريو نتعامل معه، وتنظيم الدولة الإسلامية يتسم بعدوانية شديدة في استخدام وسائل الإعلام والتكنولوجيا والانترنت». وبث التنظيم تسجيلات فيديو لذبح رهائن على الانترنت، وهلّل لأفعاله على موقع «تويتر»، واستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد مقاتلين اجانب للانضمام الى القتال. أما قدراته بخلاف استغلال موقعي «يوتيوب» و «فايسبوك» فأقل وضوحاً. الى ذلك، اتهمت السلطات المواطن اليمني الأصل مفيد الفقيه بتقديم دعم مادي الى «الدولة الاسلامية»، وتجنيد 3 عناصر للالتحاق بصفوفه، والتآمر لقتل جنود عائدين من العراق. وأفادت وزارة العدل في بيان بأن «الفقيه (30 سنة) المقيم في روشستر في ولاية نيويورك شجع في الفترة الممتدة من نهاية 2013 الى مطلع 2014، مخبرَين يعملان لحساب مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) على الانضمام الى «داعش»، وساعدهما في السفر الى الخارج والمشاركة في الجهاد. كما ارسل 600 دولار الى شخص في اليمن كي يذهب الى سورية، ويقاتل في صفوف «الدولة الاسلامية». واتهمت الوزارة ايضاً الفقيه ب «حيازة اسلحة مجهزة بكواتم للصوت بهدف ارتكاب جريمة عنيفة، وتلقي وحيازة كواتم للصوت غير مسجلة»، علماً انه كان أوقف بعدما زوّده احد مخبري «اف بي آي» في نهاية ايار (مايو) الماضي مسدسين وكواتم للصوت وذخائر. في فرنسا، اعتقلت الشرطة ستة اشخاص بينهم قاصران في منطقة ليون (شرق وسط)، ووضعتهم قيد الحجز الاحترازي في اطار تحقيق في شبكات تجنيد «جهاديين» لإرسالهم الى سورية. تزامن ذلك مع إقرار البرلمان مشروع قانون يعزز اجراءات مكافحة الارهاب. وينص بنده الأهم على تطبيق حظر اداري بمغادرة الأراضي الفرنسية، من اجل منع انتقال مرشحين الى الجهاد الى سورية والعراق. وأكدت الحكومة علاقة 930 فرنسياً بشبكات تجنيد لسورية والعراق، وهو رقم ارتفع بنسبة 74 في المئة في 8 أشهر، علماً ان 36 فرنسياً قضوا في ساحة القتال. في المانيا، دعا أكثر من ألفي مسجد في ألمانيا المواطنين من اتباع كل الديانات إلى المشاركة في صلاة الجمعة، لتشكيل جبهة موحدة ضد «الدولة الإسلامية»، في محاولة لثني المسلمين الشبان عن السفر للقتال مع الإسلاميين المتشددين في سورية والعراق. وقال أيمن مزيك، رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا، في مؤتمر صحافي في برلين: «نريد أن نوضح أن الإرهابيين والمجرمين لا يتحدثون باسم الإسلام، وأنهم داسوا على تعاليم ديننا، وأن لا مكان لهم في صفوفنا وديننا». كذلك تنظم جماعات المسلمين الاربع الرئيسة في المانيا مؤتمرات لدعم السلام في أنحاء البلاد الجمعة، والتي يتوقع أن يحضرها مسؤولون كبار بينهم وزير الداخلية توماس دي ميزيير ورئيس بلدية برلين كلاوس فوفرايت. وتقدر السلطات انضمام حوالى 400 ألماني الى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسورية، علماً ان عدد مسلمي ألمانيا يناهز 4 ملايين.