يكتنف الغموض وفاة شاب سعودي، عُثر عليه أخيراً، في عمارة سكنية في جزيرة تاروت (محافظة القطيف)، وفي جسده طعنات. كما تعرض إلى «الحرق والشنق». ففيما تؤكد أسرته أنه «تعرض إلى القتل»، تميل التحقيقات الأولية التي أجرتها شرطة القطيف، إلى أنه فارق الحياة «منتحراً». ونفى مصدر مقرّب من عائلة القتيل، ل «الحياة»، ما نسب إليه من «محاولة الانتحار حرقاً». وأكد أن «الرواية التي أُشيعت عارية من الصحة»، متسائلاً: «ما الذي يدفعه إلى الانتحار، وهو شاب متزوج، وأب لطفل لا زال صغيراً. ويعيش حياة مستقرة ؟»، لافتاً إلى وجود «شبهة جنائية» في مقتله. وأضاف «لا يسكن الشاب في جزيرة تاروت، فهو من سكان إحدى قرى محافظة القطيف، و توجّه إلى تاروت بعد أن ورده اتصال من أحد الجناة، بدليل عدم العثور على هاتفه بعد الحادثة، ما يدل على اختفائه، أو محاولة إخفائه». وأشار المصدر، إلى أن أسرة الشاب زارته بعد نقله إلى المستشفى، «وراعهم ما رأوه من طعنات سُددت له في أماكن متفرقة، إضافة إلى أثر حبل لُفّ حول رقبته، ولا يُعقل أن يكون هو مَنْ سدد لنفسه الطعنات، ولفّ الحبل حول رقبته، وأضرم النار في وجهه»، موضحاً أنه كان «حياً حال دخوله المستشفى. إلا أنه فارق الحياة بعد ساعات. فيما لم يبيّن لأسرته أو زوجته، أن هناك خلافات بينه وبين أي أحد». ولفت إلى «إلقاء القبض على رجل وزوجته، من سكان البناية ذاتها التي وقعت فيها الحادثة، وتم تحويل الزوج إلى السجن، وإيداع الزوجة سجن النساء في محافظة الأحساء». وطالبت أسرة المجني عليه ب «إخضاع الجثة للتشريح، لأن ذلك كفيل بإيضاح الحقيقة كاملة». وأكدت عدم تنازلها عن الجناة، مشددين على تعرض ابنهم إلى «مكيدة للإيقاع به». بدوره، قال المتحدث باسم شرطة المنطقة الشرقية المقدم زياد الرقيطي: «تلقى مركز شرطة تاروت بلاغاً، من مستشفى القطيف المركزي، أول من أمس، عن استقبال قسم الطوارئ، مواطناً «عشرينياً»، مصاباً، إثر تعرضه إلى حرق. وانتقل المختصون إلى المستشفى، وتولوا ضبط الإفادات اللازمة»، وأشار إلى أن نتائج التحقيقات الأولية ترجح «قيام المواطن بإضرام النار في ملابسه، داخل إحدى البنايات السكنية، في بلدة تاروت». وذكر الرقيطي، في تصريح إلى «الحياة»، أن «القضية لدى هيئة التحقيق والادعاء العام، وبالتالي لا يمكننا الإدلاء بأي تصريح بخصوصها في الوقت الراهن».