استغربت كتلة «المستقبل» النيابية في لبنان في بيان صادر عن اجتماعها الأسبوعي امس، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، دعوة الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله إلى «تشكيل مجموعة عمل من كل الأطراف للبحث في اقتراحات لتجاوز الأزمة الاقتصادية في لبنان»، مؤكدة انه «المسؤول الأول عما آلت إليه حال البلاد بسبب الانقلاب الذي أطاح حكومة الوحدة الوطنية مطلع عام 2011». واعتبرت الكتلة أن «حزب الله» اصبح عملياً المسؤول عن التدهور الاقتصادي ومرده السياسات والممارسات التي تعتمدها الحكومة ووزراؤها، ومن يقف داعماً لها منذ أن قام الانقلاب ويصر على عدم استقالة الحكومة ويمنع قيام حكومة إنقاذية حيادية تساهم في خفض مستوى التوتر وتحسن المُناخ الاقتصادي وتعالج الأزمات التي تسببت بها الحكومة وتتولى الإشراف على الانتخابات النيابية». ووجدت في كلام نصر الله الأخير «خروجاً عن المؤسسات الدستورية واعترافاً صريحاً بالفشل في معالجة كل الملفات وتأكيداً لتحول حزب الله من موقع المقاومة التي حظيت يوماً ما بتقدير واحترام كبيرين لبنانياً وعربياً ودولياً، إلى مجموعة لاهثة وراء السلطة تنفيذاً لمصالح إقليمية وتتولى إدارة البلاد والشأن العام بالأسلوب الأسوأ وتغطي الارتكابات على كل المستويات، ما يؤكد أن الدويلة لا يمكن أن تكون بديلاً من الدولة، وأن لا حل إلا بالدولة القادرة والعادلة والقوية التي تبسط سلطتها على الأراضي اللبنانية كافة وتتساوى فيها الحقوق والواجبات». ولفتت إلى أن «انفجار طيرحرفا (جنوب لبنان) وما تم على أثره من تغيير في معالم الموقع بعد الانفجار يؤكد مجدداً أن منطق السلاح خارج إطار الدولة يؤدي إلى تهديد أمن الناس ويجعل لبنان في وضع من يخرق القرار 1701». وإذ هنأت الكتلة بانتخاب البطريرك يوحنا يازجي بطريركاً لأنطاكيا وسائر المشرق لطائفة الروم الأرثوذكس، استعادت كلام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن مسألة الإمارة في طرابلس، واصفة إياه ب» فضيحة سياسية بكل ما للكلمة من معنى، ويكشف عن رغبة بإسداء خدمة للنظام السوري مفادها الزعم بأن طرابلس مركز للتشدد والتطرف والإرهاب، وهي رسالة أيضاً باتجاه المجتمع الدولي تزعم أن الرئيس ميقاتي هو من يحمي المجتمع من التطرف المتمثل بأهله في طرابلس، وكل ذلك على حساب تشويه صورة طرابلس وأهلها». واستغربت الكتلة «الموقف المتأخر لرئيس الحكومة من مذكرات التوقيف السورية بحق الرئيس سعد الحريري والنائب عقاب صقر». واستنكرت الكتلة «المجازر التي يرتكبها النظام السوري والتي تجاوزت كل حدود». ورأت أن «الشرعية الحقيقية اليوم أصبحت لدى الائتلاف الوطني السوري». ودانت «الاعتداء الإجرامي الذي تعرض له زوار لبنانيون في العراق»، مشددة على أن «هذا الأسلوب الإجرامي لن ينجح بالتسبب بالمزيد من التباعد والبغضاء لن ينجح».