أكد مستشار وزير الصحة للصحة العامة الدكتور عبدالعزيز السعيد أمس، أنه لا توجد أدلة كافية على انتشار فايروس «إيبولا» داخل نيجيريا، فيما أشار إلى وجود حالات معزولة لديهم، وبناء عليه لم يتم منعهم من الحج، مشيراً إلى أن عدم منعهم كان قراراً صائباً، إذ يوجد 76 ألف حاج، والمناطق المصابة فيها ليست للمسلمين. وأوضح الدكتور السعيد خلال اجتماع رؤساء البعثات الطبية للحج والذي نظمه المكتب الإقليمي للشرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية بالتعاون مع وزارة الصحة، أنه تم منع قدوم الحجاج من ثلاث دول، وهي الدول التي تم تسجيلها وبائياً من منظمة الصحة العالمية، وأن الإجراءات الوقائية التي تتبعها وزارة الصحة في التعامل مع الحجاج ليست لوقاية الشعب السعودي فقط، بل للحفاظ على سلامة الحجاج، وأنه بدأ التنسيق مع الدول التي تعاني من وجود حالات لفايروس « إيبولا» للاطلاع على الاشتراطات الصحية المعمول بها حتى تتم سرعة التعامل مع هذه الحالات التي يمكن اكتشافها خلال موسم الحج. وبيّن أن وزارة الصحة على أهبة الاستعداد، إذ بدأت بالتنسيق مع السلطات النيجيرية لوضع حواجز داخل نيجيريا، إضافة إلى مراقبة الحجاج من عدد من الجهات المسؤولة، مثل منظمة الصحة العالمية، وجهات أخرى، وذلك لفلترة الحجاج قبل الصعود إلى الطائرة، وفي حال الاشتباه في أية حالة بعد الصعود يقوم الطاقم الطبي بإبلاغ السلطات السعودية، إذ يوجد فريق استجابة سريعة لأية حالة وفق خطط مدروسة، مؤكداً أنه بمجرد وصول الحاج إلى السعودية يقوم بتعبئة بطاقات صحية تمت مراجعتها ومن ثم يسمح للحاج بالخروج. بدوره، أكد مساعد المدير العام في منطقة مكةالمكرمة للصحة العامة ورئيس الطب الوقائي الدكتور عبدالحفيظ تركستاني، أنه تم إرسال الاشتراطات الصحية لجميع سفارات الدول في السعودية من شهر جمادى الأولى الماضي، ومتطلبات الحج والتطعيمات الخاصة بالحمى الشوكية وشلل الأطفال في الدول الموبوءة. وقال تركستاني إن تطعيم «الحمى الشوكية» موجود في جميع الاشتراطات الصحية، وإن الحجاج المشكوك في تطعيمهم يتم إعطاؤهم علاجاً وقائياً، إذ يوجد فريق وقائي في مطار الملك عبدالعزيز لإعطاء العلاجات الوقائية للحجاج عند دخولهم إلى الأراضي السعودية، إضافة إلى وجود اشتراطات للدول الموبوءة ب «شلل الأطفال»، إذ يتم تطعيم المقبلين منها كإجراء وقائي في المنافذ كافة عند دخولهم. وأضاف: «أما الدول الموبوءة ب «الحمى الصفراء» فتتم مطالبتهم بإرشادات وشهادات صحية سارية المفعول ل10 أيام قبل قدومهم إلى السعودية، والحجاج غير المطعمين، أو الذين تكون شهاداتهم أقل من هذه الفترة يخضعون للرقابة الصحية من فرق الطب الوقائي، إذ تم تشكيل فريق في منطقة مكةالمكرمة، يبلغ عدده 106 أشخاص في فريق وقائي متحرك، بالتنسيق مع البعثات الطبية ومؤسسات الطوافة، إضافة إلى وجود فرق خاصة تمر على منازل الحجاج، خصوصاً مع وجود فايروس «إيبولا» هذا العام، إذ تم وضع الكثير من الدول تحت مجهر خاص بسبب هذا المرض». ولفت إلى أن الطب الوقائي لديه 12 وحدة وقائية تتبعها فرق خاصة، وفرق ميدانية تقوم بمراقبة الطوارئ والعيادات والأقسام على مدار 24 ساعة، وفي حال ورود أي بلاغ تقوم الفرق المتحركة بتبليغ الطب الوقائي الخارجي، وبذلك تكون «الصحة» كونت منظومة متكاملة، بحيث إنه في حال وجود أية حالة يقوم الفريق الطبي داخل المستشفيات بإبلاغ الفريق الوقائي المتحرك، الذي يقوم بدوره بالتحرك والتأكد من المخالطين وتحويل المشتبه بهم إلى المستشفيات وإبلاغ الجهات المعنية. «الصحة العالمية»: بعض الحجاج قادمون وفي نيتهم الموت ب «مكة» أكد ممثل منظمة الصحة العالمية في السعودية الدكتور حسن البشري، أن فايروس «إيبولا» موجود بين المسيحيين، وليس المسلمين في نيجيريا، إضافة إلى كونه مرتبطاً بحالات معينة. وأشار الدكتور البشري إلى أن الاختلاط في هذه الفترة لابد أن يكون وفق طرق مدروسة، مشدداً على أهمية الجهود التي تقوم بها السعودية، ابتداء من الاشتراطات الصحية وتوفير المناخ المناسب وتوفير العلاج والتشخيص بالمجان للحجاج، وصولاً إلى توعية الحاج القادم إلى السعودية قبل قدومه، مبيناً أن كثيراً من الدول تركز على المحاضرات والدورات الدينية فقط، إضافة إلى أن بعض الحجاج قادمون وفي نيتهم الوفاة في المشاعر المقدسة، لذلك كان يجب توعية هذه الدول بالاشتراطات الصحية، وإعطاؤهم مجالاً كافياً للتوعية. وقال: «إن أول نقطة للتعامل مع الحالات المشتبهة هي البعثات الطبية، وبالتالي يجب توعيتهم عن كيفية التعامل والإبلاغ والاكتشاف حتى يسهل التعامل معها». ولفت إلى أن فايروس «إيبولا» لا يمثل تهديداً على السعودية، إذ إن المرض موجود في دول ممنوعة من الحج، إضافة إلى أن هذا المرض لا ينتقل بالهواء، أو الأكل، ولكن من طريق إفرازات الجسم، لذلك لن يشكل خطراً على الحج، خصوصاً بعد أن تم منع الحج من دول، ليبيريا وغينيا وسيراليون.