حل زيتون فلسطين، بكل بهائه وعنفوانه ومقاومته، ضيفاً على المسرح الوطني في أبوظبي حيث أقيم احتفال لمناسبة نيل فلسطين لقب دولة بصفة مراقب في الأممالمتحدة، واستضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات المخرجة والمصورة حنان عواد التي قدّمت 20 صورة فوتوغرافية. وانطلقت فكرة الذهاب إلى فلسطين من موسم قطاف الزيتون، وعادة ما تكون في تشرين الأول (أكتوبر)، بعد هطول المطر، فيجتمع المتطوعون ليساعدوا الفلاحين على جني موسمهم في وجه مضايقات الاحتلال الصهيوني. وخلال الأمسية كانت ضيفة الشرف الإعلامية ميسون عزام التي عرضت تقارير تلفزيونية عن رحلتها إلى فلسطين، ورافق المعرض عزف على آلتي العود والقانون لثلاثة فتيان هم كريم هاشم، محمد سعادة وحمزة سعادة. المقاومة كمفهوم رُبطت بأحزاب وأيديولوجيات وبصورة للعنف، بينما في فلسطين، ثمة أنواع عدة من المقاومة السلمية، كتلك الموجودة في القدس، عبر تمسك كثيرين بهويتهم على رغم كل ضغوط الاحتلال. وتقول عزام: «مشكلتنا الحقيقية هي مشكلة أرض، والمقاومة الحقة هي ما نراه في فلاح يرفض مغادرة أرضه، هكذا يجب أن تكون المقاومة». لا يخفى على أحد أن الزيتون هو النفط الأخضر لفلسطين والحفاظ عليه مهم جداً، وخلال تقارير عزام نشاهد بألم وأمل، محاولات مواجهة تعديات المستوطنين، والجدار الفاصل بين الفلاح وأرضه. وترى عزام أن المشكلة الرئيسة «أننا لم نعرف كيف نوصل مآسينا إلى العالم»، وتدعو الجميع إلى دعم الفلاحين البسطاء بأبسط الأشياء.وتقول:» حين ذهبت مع النشطاء لمساعدة عائلة عبدي في جني الزيتون وجدنا أنفسنا في منطقة محاطة بالمستوطنات، كنت برفقة أكثر من 40 ناشطاً وناشطة لمساعدة الفلاحين في دعم سلمي ضمن برنامج الدفاع المشترك». ويعرض التقرير مطاردة الجيش الإسرائيلي لعزام والناشطين، وتوقف السيارات والمشي سيراً على الأقدام، وتحوّل جني الزيتون إلى عرس بين الموسيقى التي عزفها ناشطون ورقص في فترات الراحة. وتقول عزام: «الاتحاد مع الأرض هو ما أردت إبرازه، فالمأساة هنا إنسانية، ليست دينية أو سياسية، هذه هي القضية وهذا هو الحق». «نحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا، ونرقص بين شهيدين ونرفع مئذنة للبنفسج بينهما أو نخيلا»، كلمات غناها مرسيل خليفة في فيلم قصير أعدته وأخرجته حنان عواد، عن آخر رحلتين لها إلى فلسطين خلال فصل الربيع، وشاركها في الجزء الخاص بموسم القطاف المخرج المقدسي الشاب سعد الدين الخاروف. وتقول عوّاد: «الفنان ناصر السومي يعتبر الزيتون مرادفاً لفلسطين، وحينما كنت هناك، جعلني الزيتون وزيته ورائحته الرائعة أذوب في بلادي مرة أخرى، تأملت الفلاحين يقفون في المعصرة طوال اليوم خوفاً من أن يغشهم أحد بالزيت حرصاً منهم على جودة ما يبيعون، فيبقون هناك حتى ينتهي الأمر. وتأثرت كثيراً بالتماثيل التي ينحتونها من خشب الزيتون، وكأن لها حياة خاصة برائحة أرض فلسطين». وعرضت أيضاً صور الفنان باكسي الذي أتى إلى فلسطين ورسم على الجدار صوراً مميزة تضامناً مع القضية، ومن شدة حب الفلسطينيين للفنان افتتحوا محلاً سموه «باكسيز شوب» لبيع صوره التي هاجمت الجدار الفاصل. تحارب شجرة الزيتون وتدمر بطرق عدة، وكأنها طفل فلسطيني يقتل ويلقى على الأرض ليراه أهله فيتعذبون، هكذا يقتلع المستوطنون الأشجار. وتوثّق عواد في صورة شجرة زيتون عمرها أكثر من ألف سنة وضعها المستوطنون زينة لبداية مستوطنة جديدة، بعدما انتزعت من أرض فلاح فلسطيني، فيما تحتضن عجوز باكية ما تبقى من حطام شجرتها. وتستشهد عواد بما قاله محمود درويش: «لو يذكر الزيتون غارسه لصار الزيت دمعاً». وتقول: «في يوم الأرض سأعود إلى فلسطين، سأزرع الزيتون، لأن الأراضي إن لم تزرع خلال أربع أو خمس سنوات تصادر بحسب القانون الإسرائيلي، ولذا سأذهب مع متطوعين ونشطاء لزرعها ونتركها للفلاحين ونحاول مساعدتهم في رعايتها لتحيي الأرض والإنسان». وتدعو عواد إلى أن يشتري من يستطيع ويهتم شجرة زيتون ب 20 دولاراً من موقع خاص على الإنترنت من خلاله «يمكن معرفة أين زرعت، ومتابعة نموها كل فترة وما إذا اقتلعها اليهود عبر الإنترنت، وبعد 5 أو 6 سنين تثمر، وفي ما يخص صوري المعروضة للبيع فسيذهب جزء من ريعها إلى مخيم الأمعري». يذكر أن عواد حاصلة على بكالوريوس دراسات شرق أوسطية من جامعة «راتجرز» الأميركية، وخريجة أكاديمية نيويورك للأفلام في أبوظبي عام 2010، وأخرجت فيلم «النخلة» وأقامت معارض منها «الربيع في فلسطين» في أبوظبي ودبي 2012، ولها نشاطات عدة لمصلحة أطفال مخيم اللاجئين الفلسطيني في رام الله، وتطوعت في مؤسسة محمد بن راشد الخيرية، وأشرفت على مخيمين صيفيين لأطفال الأمعري في فلسطين.