أفادت شركة «بارينغ» البريطانية لإدارة الأصول بأن أسواق الأسهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على رغم تصدّر أخبار التطورات السياسية في دول مثل سورية ومصر، الصفحات الأولى للصحف، أظهرت مرونة ملحوظة في الأشهر الأخيرة. وتابعت في تقرير دوري أن مؤشر «إم إس سي آي» للأسواق العربية (باستثناء سوق الأسهم السعودية) سجل بين مطلع السنة ونهاية تشرين الثاني (نوفمبر)، نمواً بلغ 3.9 في المئة، ما يتجاوز معدل ارتفاع مؤشر «إم إس سي آي للأسواق شبه الناشئة» الأوسع نطاقاً، الذي ارتفاع بنسبة 2.8 في المئة. وأشارت مديرة الاستثمار ل «صندوق بارينغ الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» غدير أبو ليل - كوبر في التقرير إلى أن الاستثمار في الأسواق شبه الناشئة، مثل أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لا يخلو من أخطار، لكن الطبيعة النامية لأسواق الأسهم الإقليمية تساهم في الحدّ من شمولية تغطية المحللين والمتداولين للمنطقة، مقارنة بمناطق أخرى. وتابعت أن هذا قد يحقق فرصاً كبيرة للاستثمار في شركات مقدّرة بأقل من قيمتها الفعلية، أي تلك التي لا يعبّر سعرها السوقي عن آفاقها الفعلية. وأضافت «بارينغ» أن مزيجاً من النهج العمودي في توزيع الأصول، وبحوث الشركات القائمة على مفهوم «من أسفل إلى أعلى»، أدى خلال الفترة الأخيرة من عدم اليقين السياسي، إلى تحديد بعض الفرص الاستثمارية الجذابة. وسجل صندوق «بارينغ الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» (بالدولار) ارتفاعاً نسبته 21 في المئة بين مطلع العام ونهاية تشرين الثاني. وأضافت أبو ليل - كوبر أن دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تواصل تحقيق معدلات نمو قوية مستدامة، فيما تتمتع المنطقة بميزات ديموغرافية مواتية للغاية، إذ يشكل الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة نحو ثلث سكان المنطقة، وهو أمر من شأنه أن يدعم الطلب الطويل الأجل على الإسكان والرعاية الصحّية وقطاع التجزئة. وتابعت أن المستهلكين الشباب ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لديهم مستويات ديون ضئيلة بالمقارنة بنظرائهم في دول العالم المتقدّم وغيرها من الأسواق العالمية الناشئة، الأمر الذي يتيح للمصارف الإقليمية آفاقاً كبيرة لتعزيز خدماتها بشكل متسارع، خصوصاً في الخدمات المصرفية للأفراد والقروض العقارية ومنتجات التأمين. ولفت التقرير إلى أن دولاً مثل قطر والسعودية، مع مواصلة الاقتصادات الغنيّة بالموارد الاستفادة من أسعار النفط المرتفعة، تستثمر بكثافة في تطوير بنيتها التحتية، وتسجل تعاظماً في زخم الاستثمار في مشاريع البنية الأساسية، مع إعلان معظم دول المنطقة عن مشاريع لبناء مستشفيات ومطارات ومحطات تحلية مياه وتوليد الكهرباء. وترصد «بارينغ» الشركات المتوقعة استفادتها من تنامي الإنفاق على البنية التحتية في كل أنحاء المنطقة. وتابعت أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تضم عدداً من الشركات العالمية، مثل شركة موانئ دبي العالمية التي تتخذ من دبي مقراً لها التي تواصل تنمية حصصها السوقية وتحقيق نتائج تشغيلية متميزة، على رغم التوقعات غير المؤكدة للنمو العالمي. ورجحت أبو ليل - كوبر «استمرار تصاعد التوترات السياسية في بعض الدول في المدى القصير، إلا أن آفاق الاستثمار لا تزال جذابة، وهناك فرص للاستحواذ على شركات تتمتع بآفاق نمو جيدة على المدى الطويل، وبتقويمات معقولة».