خرجت ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية عن صمتها في شأن الاستفتاء على استقلال اسكوتلندا المقرر الخميس المقبل. وقالت إنها تتمنى ان يفكر الاسكوتلنديون ملياً في شأن المستقبل فيما يدلون بأصواتهم في الاستفتاء الذي قد يسفر عن تفتت المملكة المتحدة. ولا يزال الغموض يكتنف الاستطلاعات قبل خمسة أيام على إجراء استفتاء تاريخي بشأن استقلال اسكوتلندا بعدما أظهرت تقارب النتائج بين مناهضي الاستقلال والمؤيدين له. وأتت تصريحات الملكة أثناء خروجها من الصلاة الصباحية في إحدى كنائس منطقة كراثي قرب بالمورال، مقر العائلة المالكة في اسكوتلندا، رداً على ملاحظة من أحد المواطنين بأنها لم تذكر شيئاً عن الاستفتاء. ونقلت صحيفة «تايمز» عن الملكة قولها: «آمل بان يفكر الناس بإمعان بشأن المستقبل». ومن شأن الاستفتاء الذي يجرى الخميس ان يسفر عن تقسيم المملكة المتحدة أو بقاءها موحدة. وعلى رغم ان من المفترض ان تؤيد الملكة اليزابيث بقاء الاتحاد على ما هو عليه، فانها التزمت الحرص البالغ وتجنبت الادلاء بتصريحات علنية عن الاستفتاء. وقال مصدر في قصر «بكنغهام»: «إنه أمر يتسم بالتجرد الكامل ويعزز فكرة انه أمر من اختصاص شعب اسكوتلندا». واضاف: «الملكة محايدة بحكم الدستور بعيداً عن السياسة، وتقول دائماً إنه أمر يخص شعب اسكوتلندا». وأيا تكن نتيجة استفتاء الخميس فلا يزال من المحتمل ان تظل الملكة اليزابيث ملكة اسكوتلندا لأن معظم الاسكوتلنديين يحرصون على الابقاء عليها رئيسة للدولة حتى اذا كان قرارهم الاستقلال. وقال رئيس الحزب القومي الاسكوتلندي اليكس سالموند الذي يتزعم الحملة من أجل الاستقلال لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) إنه على ثقة بفوز الحملة المؤيدة للاستقلال في الاستفتاء، مشيراً إلى أن الاولوية بعد تلك الخطوة ستكون لم شمل الاسكوتلنديين للعمل لصالح مستقبل البلاد. وأضاف سالموند وهو رئيس الحكومة المحلية في اسكوتلندا: «نحن لا نهدف إلى الفوز بفارق صوت واحد بل تحقيق غالبية كبيرة إذا كان هذا ممكناً وإحدى مرتكزات حملة تأييد الاستقلال هو أننا لا نعتبر أي منطقة جغرافية في اسكوتلندا أو شريحة من المجتمع الاسكتلندي بعيدة عن متناولنا». في المقابل، نبّه اليستر دارلينج وزير المال البريطاني السابق وهو من اسكوتلندا ويرأس الحملة المناهضة للاستقلال، إلى أن التصويت على الانفصال عن بريطانيا سيكون قراراً لا رجعة عنه. وأشار دارلينج إلى أن اسكوتلندا ستنال العرض الأفضل في حال رفض الاستقلال، نظرا لوعود الساسة البريطانيين بمنح الحكومة المحلية المزيد من الصلاحيات في حال فازت في الاستفتاء الحملة المناهضة للانفصال. وقام رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون امس، بواحدة من زيارته الاخيرة لاسكوتلندا قبل الاستفتاء ليحذر الاسكوتلنديين من انهم اذا اختاروا الانفصال فسيكون ذلك قراراً لا رجعة عنه. وكرر كامرون الرسالة الرافضة للاستقلال، قائلاً: «نحن أفضل معاً»، مشيراً الى ان اسكوتلندا داخل المملكة المتحدة، تستفيد من مزايا الانتماء الى كيان أكبر وأكثر نفوذا وفي الوقت ذاته تتمتع بوضع متنام للحكم الذاتي. وأضاف ديفيد بيكام نجم كرة القدم المعتزل، اسمه على التماس وقعه مشاهير انكلترا لحض الاسكوتلنديين على البقاء في المملكة المتحدة. ونظمت حملة المشاهير «فلنبق معاً»، مهرجاناً في ساحة الطرف الأغر في لندن امس، لمناشدة الاسكوتلنديين التصويت ب»لا» في الاستفتاء على الانفصال. في بروكسيل، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فو راسموسن أمس، انه لا يعتقد أن الاستفتاء على الاستقلال الذي سيجري في إسكوتلندا سيؤثر على مساهمة بريطانيا في الحلف، بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء، علماً بأنه في حال استقلال إسكوتلندا فسيتعين عليها تقديم طلب لعضوية الحلف، الأمر الذي سيتطلب وقتاً إن لم يكن صعباً.