شيع الأكراد في محافظة السليمانية رفات 158 ضحية من ضحايا عمليات الأنفال التي نفذها النظام السابق في ثمانينات القرن الماضي، فيما طالب عدد من أسرهم بتقديم الأكراد الفارين المتهمين بالمشاركة في الحملات العسكرية إلى العدالة. وعلى رغم العلاقات المتأزمة بين أربيل وبغداد، فإن وزارة «شؤون الشهداء والمؤنفلين» في حكومة الإقليم أعلنت أنها وجهت دعوات رسمية إلى رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي لحضور مراسم دفن الرفات التي رفعت من مقبرة جماعية في جبل حمرين، ووريت الثرى في قرية «ديبنة» في منطقة كرميان، جنوب غربي السليمانية، وغاب عن المراسم رئيس الإقليم مسعود بارزاني. وأعلنت الوزارة أنها «تمكنت إلى الآن من إعادة نحو 50 مقبرة جماعية»، لكنها أقرت «بوجود معوقات قانونية أمام عملية فتح المقابر الجماعية». ودعا أقرباء الضحايا حكومة الإقليم إلى محاكمة مسؤولي «قوات الدفاع الوطني» التي شكلها النظام السابق من الأكراد وعرفوا ب «الجحوش»، ونددوا «بالمستشارين السابقين المتهمين بالتورط في عمليات الأنفال، وما زالوا أحراراً، والسلطات لم تتخذ إجراءات حقيقية ضدهم، على رغم مرور أكثر من عام على صدور أمر من القضاء العراقي بإلقاء القبض على 258 منهم». وكانت الأوساط الكردية رحبت في وقت سابق بمصادقة البرلمان السويدي على اعتبار الحملات العسكرية التي تعرض لها الأكراد «إبادة جماعية»، في إطار الحملة التي يقودها ناشطون وسياسيون لحض الدول الأوروبية على تبني هذه الخطوة. وعمليات الأنفال (الغنائم) هي حملة عسكرية أطلقها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 1988 ضد الأكراد الذين كانوا يعارضون سلطته.