استقبل المئات من الخريجين العاطلين من العمل في منطقة كرميان التابعة لمحافظة السليمانية رئيس حكومة إقليم نيجيرفان بارزاني بتظاهرة غاضبة، وسط إجراءات أمنية مشددة، فيما اتهم «الحزب الديموقراطي» بزعامة مسعود بارزاني أحزاباً لم يسمها بتحريض المواطنين على «التظاهر». وتقع كرميان، ومركزها الإداري قضاء كلار، 140 كلم جنوب غربي السليمانية، ويقدر عدد سكانها بنحو 600 ألف نسمة، وشهدت في الأعوام الماضية احتجاجات ضد تردي الخدمات، وتعد إحدى المناطق الأكثر تضرراً جراء العمليات العسكرية التي نفذت إبان حكم النظام العراقي السابق. وتجمع عدد من خريجي الكليات والمعاهد العاطلين من العمل قرب مقر الإدارة المحلية للمطالبة بتوفير فرص وظيفية، وقال نيجيرفان بارزاني لدى وضع الحجر الأساس لمستشفى جديد إن «الشعب الكردي تعرض للمعاناة، والنسبة الأكبر منها لحقت بأهالي منطقة كرمان، خصوصاً عمليات الأنفال، وعلينا العمل على لمّ جراحهم»، وزاد: «ولكن هذه الجرائم ارتكبت باسم الحكومة العراقية، فعلى حكومة بغداد دفع تعويضات إلى أسر ضحايا الأنفال، وتعريف تلك الجرائم على أنها جرائم إبادة»، وزاد ان حكومته «تعتبر نفسها مدينة لهذه المنطقة، ونحن مستعدون للإستماع إلى مطالبها، بعد أن خصصنا مبلغ 200 مليون دولار لتحسين الخدمات فيها». من جهة أخرى، نقل الموقع الرسمي لحزب بارزاني عن مسؤول رفيع المستوى في الحزب لم يكشف اسمه، قوله إن «تقارير صحافية تحدثت عن وجود استعدادات للخروج في تظاهرة، بالتزامن مع زيارة رئيس الحكومة إلى منطقة كرمان»، وأضاف أن «عدداً من الاحزاب يقوم بتحريض الناس تحرض الخريجين على التظاهر، على رغم أن أدارة المنطقة سبق وأعلنت عدم حاجتها إلى موظفين جدد، والهدف من هذا التحريض ايجاد جو من التوتر لإفشال الزيارة». وكانت كرمان إحدى مسارح الاحتجاجات التي شهدتها محافظة السليمانية في شباط (فبراير) العام الماضي، للمطالبة بالقضاء على الفساد وإجراء إصلاحات سياسية واسعة، ونشبت على إثرها أزمة سياسية بين أقطاب المعارضة والحكومة.