أعلن رئيس الحكومة التي تقودها حركة «حماس» في قطاع غزة إسماعيل هنية والسفير القطري علي العمادي بدء التنفيذ الفعلي للمنحة القطرية لقطاع غزة. وقال هنية إن «دولة قطر تشاركنا الانتصار من بوابة الإعمار»، ملمحاً إلى زيارة قريبة يقوم بها لقطر للقاء أميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لبحث إمكان رفع موازنة إعادة الإعمار بعد العدوان الإسرائيلي الأخير. وأضاف هنية خلال حفلة انطلاق مشاريع المنحة القطرية في غزة أمس إن «من مقتضيات تحدي الاحتلال الإسرائيلي بعد النصر الذي حققته المقاومة، انطلاق هذه المشاريع من أمام مجلس الوزراء المدمر... هم (إسرائيل) يدمرون ونحن نبني، لكن لا يمكنهم تدمير الإنسان الفلسطيني». ولفت إلى أنه بحث مع السفير العمادي زيارته المرتقبة لقطر «للحديث عن المرحلة المقبلة»، معرباً عن أمله في أن «ترفع قطر قيمة المنحة لتسديد الاحتياجات التي طرأت بعد العدوان الأخير على قطاع غزة». وأشار إلى أن حكومته تواصل رفع شعار «يد تبني ويد تقاوم»، مشدداً على أن «المقاومة تحمي الأرض والعرض وتدافع عن شعبنا وأمتنا»، لافتاً إلى أن الحكومة «توفر للمواطنين مقومات الحياة وتعقد الصفقات الخيرية». وأشاد هنية بدور السفير العمادي والوفد المختص المرافق له الذي يتألف من نحو 100 شخصية ورجل أعمال على ما بذلوه من «جهود متواصلة ومضنية وسفريات بين غزة والدوحة من أجل إكمال هذه المشاريع ووضعها حيز التنفيذ». وشدد على أن الحكومة «لن تنسى المزارعين في المنطقة العازلة وستساعدهم»، مشيراً إلى أهمية «مساعدة الصيادين ومطالبهم الدائمة وفق اتفاق التهدئة إلى أن تكون مسافة صيدهم على مساحة 12 ميلاً بحرياً». واختتم بالقول: «أهنئكم بالانتصار والإعمار، والإعمار من متمات النصر، وهذه شراكة قطرية صنعها الشعب الفلسطيني من بوابة الإعمار الشامل». وقال السفير العمادي: «جئنا بعد ثلاثة أشهر (من الإعلان عن المنحة) لنعلن التنفيذ الفعلي لبدء المنحة القطرية بعد ترسية كل العطاءات وتوقيع العقود مع شركات المقاولات في 24 مشروعاً بقيمة 22 مليون دولار». وأردف أن «هذه الرزمة تشكل مرحلة أولى من المشاريع التي سيتم تنفيذها خلال الأيام المقبلة، وستتبعها المرحلة الثانية، ومنها شارع صلاح الدين وشارع الرشيد، ومدينة الأسرى وغيرها». ويعتبر طريق صلاح الدين الشارع الأكبر والأطول في القطاع، إذ يمر في منتصفه، ويبدأ من بوابة صلاح الدين على الحدود مع مصر في مدينة رفح ويصل إلى حاجز بيت حانون «إرز» شمال القطاع بطول يصل إلى نحو 50 كيلومتراً. أما شارع الرشيد، فيبدأ أيضاً من الحدود مع مصر، ويتجه إلى الشمال محاذياً تماماً لشاطئ البحر المتوسط وصولاً إلى بلدة بيت لاهيا أقصى شمال غربي القطاع بالطول نفسه تقريباً. وأشار العمادي إلى أن «قيمة المنحة القطرية بلغت 407 ملايين دولار»، مبيناً أن اللجنة المشكلة برئاسته «سلمت كتب الترسية بكل شفافية ونزاهة إلى 52 شركة (غزية)، حظيت 24 منها على المشاريع، وما تبقى منها ستكون لها فرص أخرى في المستقبل».