دعا عدد من المقاولين والمتخصصين في مجال التراث العمراني، بتكثيف برامج تأهيلهم وتدريبهم وتقديم الدعم الفني لهم، مطالبين بتعزيز التعاون بينهم وبين هيئة السياحة والجهات التي تحتاج لمثل تلك المشاريع التراثية. جاء ذلك خلال ورشة العمل التي نظمها مركز التراث العمراني الوطني في الهيئة العامة للسياحة والآثار أول أمس، تحت عنوان “تأهيل المقاولين في مجال التراث العمراني”، والتي أقيمت بفندق الإنتركونتيننتال في الرياض، وحضرها عدد كبير من مسؤولي هيئة السياحة والمقاولين والمتخصصين في مجال التراث العمراني. وتأتي هذه الورشة في إطار مساعي الهيئة، ممثلة في مركز التراث العمراني الوطني إلى تطوير العمل في مجال التراث العمراني ورفده بالكوادر المؤهلة والمتخصصة من خلال دعم المقاولين العاملين في هذا المجال وتأهيلهم وتفعيل دورهم في التنمية الشاملة، حيث تهدف الورشة لتفعيل دور قطاع المقاولات في التنمية الشاملة وحماية التراث العمراني وتوفير فرص عمل لشريحة واسعة من المجتمع، وكذلك تأهيل قطاع المقاولات المحلية للعمل في المباني التراثية، وإشراك المجتمع المحلي في عملية التنمية وتطوير مواقع التراث العمراني. وبدأت الورشة بكلمة المشرف على مركز التراث العمراني الوطني الدكتور مشاري النعيم، تحدث فيها عن التعريف بالتراث العمراني وأهداف الورشة. وتحت عنوان “الفرص والمعوقات” استعرض مدير المشاريع والتنمية في الهيئة المهندس محسن القرني، نماذج من مشاريع الهيئة في مجال التراث العمراني، معدداً الفرص المتاحة في مجال التراث العمراني، ومشيراً إلى بعض المعوقات التي يتوجب تلافيها لتحقيق النجاحات المرجوة في هذا الجانب، فيما عرضت وزارة الشؤون البلدية آلية تصنيف المقاولين، وتحدث المهندس عبدالله الركبان عن تجربة الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض في تأهيل المقاولين متناولاً تجربة عملية تتمثل في تطوير منطقة الدرعية. ومن جهته تناول المهندس عبدالفتاح شلبي تجربة استخدام الطوب الطيني المضغوط من قبل شركة المنشآت التراثية للمقاولات، وشرح المهندس عوض الطراونة مستشار الهيئة لتطوير المباني التراثية معايير وشروط الترميم للمباني التراثية. كما نقل خالد المزيني تجربة أهالي المجمعة في مجال المحافظة على مكونات التراث العمراني. وفي ختام نشاطها خرجت الورشة بعدة توصيات أهمها: تكوين مجموعة عمل من عدد من المشاركين بالورشة ومركز التراث العمراني للتعاون والنقاش في وضع آليات تطوير قطاع المقاولات في مجال التراث العمراني وتحسين أدائه والدعم الفني والتدريب، وحصر المقاولين العاملين في مجال التراث العمراني من خلال تقديم ملفات التأهيل لكل العاملين بالمجال خلال شهر لمركز التراث العمراني، ووضع أجندة عمل خلال أسبوعين من المشاركين حول تصوراتهم ومقترحاتهم لتطوير عمل المقاولين في مجال التراث العمراني، والاطلاع على الدليل الاسترشادي لكود ترميم المباني التراثية على مستوى المملكة، وتقديم الملاحظات عليه خلال شهرين للهيئة. التراث السعودي ضارب بحذوره في أعماق التاريخ (الشرق)