استناداً إلى رؤية تعطي الأولوية للمريض في الصراع مع المرض، ما يعني تمكين المرضى من استخدام تقنيات المعلوماتية في هذا الصراع المُضني، تواصل شركة بحرينية أسسها الدكتور محمد العبيدلي تحقيق نجاحات ضخمة على رغم منافسة شرسة من عمالقة صناعة المعلوماتية. وتحمل الشركة اسماً يتناغم مع مفهومها هو «بايشنت نو بست» Patient Know Best (ترجمتها حرفيّاً «المريض أفضل من يعرف»). وتسوّق برامجها المتميّزة بالسهولة في الاستعمال، انطلاقاً من مقرّها في بريطانيا. قبل أيام قليلة، مُنِحت شركة «بيشنتس نو بست» مِنحَة من مؤسسة «جانسن للإبداع في الخدمات الصحية» Janssen Healthcare Innovation)، المنتمية إلى مجموعة «جانسِن» للأدوية، بعد أن حازت جائزة تلك المؤسّسة في فئة جودة العناية الصحيّة. وأبدى العبيدلي سعادته بالفوز، واصفاً إياه بأنه يعزّز الثقة في «بايشنت نو بست». جودة العناية استهلت هذه الشركة أعمالها في 2008 بعد أن قرر العبيدلي، وهو طبيب ومُبرمِج كومبيوتر ومُتعايش مع حالٍ طبيّة مستعصية، ابتكار سبيل للخروج من حال الإحباط حيال المرض، بأثر من التعامل مع خدمات طبية مجزأّة. وبيّن العبيدلي الذي وضع كتاباً بسّط فيه مجموعة من التقنيات الرقمية التي تستطيع خدمة المرضى، أن كثيرين من المرضى يتلقون علاجهم بواسطة أطباء متعددين، ولكن هؤلاء غالباً ما يحجمون عن تبادل المعلومات بينهم، ما يؤدي إلى تباطؤ مسار العلاج وزيادة الهدر في الموارد. «نحتاج إلى موقع شبكيّ موحّد يلتقي فيه طبيب العائلة والمستشفى والاختصاصيّون، وأن تكون اليد الطولى فيه للمرضى أنفسهم»، يقول العبيدلي. ويوضح أن العاملين في الرعاية الصحيّة كثيراً ما يبدون تردّداً في نقل المعلومات إلى المريض، لأسباب شتى. ولذا، اهتمت شركة «بيشنتس نو بست» بتعزيز عامل الثقة عبر تعهّدها بألا تستخدم بيانات المريض أبداً لتحقيق مصالح تجارية. ويعطي هذا الالتزام للشركة البحرينية تميّزاً عن شركات معلوماتية تفوقها حجماً وتمويلاً. ووصف ماركو موفينكيل، من «جانسن»، ما تقدّمه «بايشنت نو بِست» بأنه يمثّل حلاً تقنياً قوياً. وقال: «هناك نُظُم كثيرة للتعامل مع السجلات الطبيّة للمرضى، لكنها تتطلّب من المريض بذل كثير من الجهد كي يتقن التعامل معها. وعندما نظرت لجنة الجوائز في «جانسِن» في المشاريع المتنافسِة، شعر المحكمون بأن مشروع العبيدلي يمكّن المرضى من التشارك في سجلاّتهم مع عائلاتهم أو الجهة التي تتولى رعايتهم». وكان أول مستخدم لبرنامج «بيشنتس نو بست»، هو مستشفى «غريت أورموند ستريت». ثم اتّسع نطاق زبائن الشركة في بريطانيا تدريجاً، قبل أن تتخذ قرارها بإطلاق خدماتها في الولاياتالمتحدة.