اعتبر قيادي كردي ان دعوة الحكومة العراقية المعارض التركي البارز كمال كليجدار اوغلو لزيارة بغداد وسيلة ضغط على الحكومة التركية، فيما نفت الحكومة العراقية وجود دعوة "خاصة" لاوغلو لكنها لم تنف نيته زيارة البلاد. ونقلت وكالة "جيهان" التركية ان زعيم المعارضة التركي كمال كليجدار أوغلو الذي يترأس حزب الشعب الجمهوري سيزور بغداد تلبية لدعوة من رئيس الوزراء العراقي التي وجهها إليه الشهر الماضي. وقال القيادي في كتلة "التحالف الكردستاني" النائب محمود عثمان ان "دعوة العراق للمعارض التركي لزيارة البلاد تعد وسيلة ضغط على الحكومة التركية بزعامة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان". واضاف عثمان ان "الحكومة العراقية تسعى بخطوتها الى تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل مع الجانب التركي الذي استقبل نائب رئيس الوزراء العراقي طارق الهاشمي المحكوم بالاعدام ورفض الجانب التركي تسليمه لبغداد". واشار الى ان "لهجة التصعيد والضغط على تركيا من جانب الحكومة العراقية قد لا تعطي نتائجها المرجوة"، وبين ان "المعارض التركي اوغلو اعلن بانه سياتي للعراق لحل المشاكل العالقة بين بلده والعراق، وكان استنكر ايضا منع وزير الطاقة التركي قبل ايام من قبل الحكومة الاتحادية هبوط طائرته في اقليم كردستان". وعلق اوغلو لصيحفة "حرييت ديلي نيوز" التركية اول من امس حول الحادثة بقوله "لا اعرف ما إذا كان سيتم طرح المسألة خلال زيارتي للعراق لكن الموقف يمس السياسة الخارجية التركية ولم يحصل بتاريخ تركيا أي حادث مماثل في أي مكان". وكانت السلطات العراقية منعت طائرة وزير الطاقة التركي تانر يلدز من الهبوط في مطار اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق بسبب عدم حصول الرحلة على "الموافقات القانونية" اللازمة. الى ذلك لم يؤكد او ينفي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي علي الموسوي توجيه دعوة الى اوغلو، وقال في اتصال مع "الحياة" امس "ليست هناك دعوة خاصة لاوغلو ولكنه مرحب به لزيارة العراق حاله حال أي شخصية سياسية اقليمية ترغب بزيارة البلاد". ولكن مصدر سياسي رفيع المستوى قال ل "الحياة" ان "الدعوة وجهت الى اوغلو من قبل شخصية قريبة من الحكومة لحضور مؤتمر موسع يناقش طبيعة العلاقات التركية - العراقية في الجوانب الاقتصادية والدبلوماسية والامنية ومن المقرر ان يحضره المالكي وعدد من الوزراء اواخر الشهر الجاري". واشار المصدر الى انه "من المحتمل ان يوفد المعارض التركي من ينوب عنه لحضور المؤتمر على ان يلبي دعوة زيارة العراق مطلع العام المقبل ومن المقرر ان يزور عدد من المحافظات بينها النجف وكركوك واربيل". وشهدت العلاقة بين بغداد وانقرة تطورا ملحوضا خلال السنوات الماضية في مختلف المجالات الاقتصادية والدبلوماسية ولكنها سرعان ما تدهورت على خلفية تصريحات لمسؤولين اتراك ابدوا فيها مخاوفهم من استمرار الازمة السياسية في العراق واحتمالات انفتاحها على حرب اهلية وهو ما رفضه العراق بشدة. وتفاقمت العلاقة مع لجوء نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي المحكوم بالاعدام الى تركيا ورفض الحكومة التركية تسليمه الى الجانب العراقي.