تغيرت معادلات صدارة ترتيب دوري «زين» بعدما نجح الهلال في تجاوز الاتحاد بهدفين في مقابل هدف في حين تعادل النصر والفتح من دون اهداف، وهو ما منح «الزعيم» فرصة الانفراد بالصدارة بفارق نقطتين، وفض الشراكة عليها مع «فارس الأحساء» التي استمرت جولات عدة. الاتحاد - الهلال قدم الفريقان مباراة مثيرة حفلت بالندية والتنافس، منذ أن أطلق حكم اللقاء مرعي العواجي صافرة البداية، وتمكن الهلاليون من فرض سيطرتهم الميدانية بفضل أسلوبهم المميز في منتصف الميدان، ساعدهم في ذلك الجماعية المنظمة بين عناصره وانتهاجهم للرتم السريع، ما حدا بلاعبي الاتحاد العودة لمنتصف ملعبهم لتأمين دفاعاتهم مع فرض الرقابة اللصيقة على مفاتيح اللعب في الفريق المنافس، والاعتماد على الارتداد السريع. وعلى رغم التحفظ الدفاعي للفريق الاتحادي، إلا أنه نجح في الوصول إلى مرمى الهلال مراراً وتكراراً، وكانت فرصهم الأخطر من خلال فرص سنحت كانت مؤكدة للتسجيل في أقل تقديراتها الخروج بهدفين، وجاءت بدايات التهديد الاتحادي من فرصتين متتاليتين للمهاجم فهد المولد الأولى نجح الحارس الهلالي في إنقاذ مرماه من انفراد تام، والأخرى من تصويبة من داخل منطقة ال18. بعدها شكل الاستحواذ الهلالي خطورة على مرمى الاتحاد من خلال توالي الفرص، بعد شن هجمات عدة من الجهة اليسرى، مستفيداً من مهارة نواف العابد وانطلاقات ياسر الشهراني، غير أن الدفاعات الاتحادية نجحت بخاصة المدافعين أسامة المولد وأحمد عسيري في إنهاء فاعلية المهاجمين ياسر القحطاني وويسلي لوبيز، وان كانت ثمة محاولات «زرقاء» وفقاً لتفوقهم الميداني. وسنحت فرصة لويسلي لوبيز ارتطمت تصويبته في أحد مدافعي الاتحاد لتصل سهلة بين يدي مبروك زايد (32)، وكاد المدافع الاتحادي مشعل السعيد أن يتسبب في إيلاج هدف في مرماه بعد تأخره في إبعاد إحدى الكرات. ورد المهاجم نايف هزازي على تلك المحاولات الهلالية برأسية كادت أن تسفر عن هدف إثر تلقيه تمريرة من إبراهيم هزازي (28)، وبعدها بدقيقة واحدة أضاع فهد المولد فرصة هدف للاتحاد بعدما تمكن شراحيلي من صد الكرة إثر انفراد، واستمر عقبها السجال الهجومي من الفريقين من دون هجمات خطيرة باستثناء تسديدة ياسر القحطاني التي نجح الحارس الاتحادي في إبعادها بصعوبة (43). وأجرى مدربا الفريقين تغييرين مع مطلع الشوط الثاني، إذ أخرج الاتحاد لاعبه الفلسطيني أنس الشربيني وزج بهتان باهبري، وأشرك الهلال اللاعب الكوري يوبيونغ سو بدلاً من ياسر القحطاني، وظهرت لمسات هذا التغيير على الفريق الهلالي، إذ كانوا أكثر فاعلية هجومية مركزين على الهجوم المتنوع، وأحتسب حكم اللقاء ركلة جزاء للهلال بعد احتكاك إبراهيم هزازي بنواف العابد أعترض عليها لاعبو الاتحاد، تقدم لها ويسلي لوبيز وأستطاع منها أن يسجل الهدف الأول (50). ولم يركن لاعبو الهلال لهذا الهدف بل واصلوا تفوقهم بتقديم أداء فني عال، ومن مجهود فردي استغل اللاعب البديل يوبيونغ سو التباعد بين لاعبي الاتحاد وأضاف الهدف الثاني (57)، وكان من الطبيعي أن لا يغامر المدرب الفرنسي أنطوان كومبواريه بعد نجاح فريقه من تسجيل هدفين، وأعتمد على الأسلوب التحفظي مع شن هجمات مضادة، كاد أن يضيفها معها الهلال أهداف أخرى كفرصة نواف العابد التي تصدى لها مبروك زايد (62)، وتعثر بيونغ سو في مرتدة في داخل منطقة الجزاء (67). في المقابل، عاب على أداء لاعبي الاتحاد بخاصة الوسط الذي لم يتغير شكله ولونه البطء في صناعة اللعب وطغى على تمريراتهم السلبية لعدم التركيز والتعجل، وقلص المدافع أسامة المولد الفارق للاتحاد بهدف رائع سجله من تصويبة من مسافة بعيدة، إثر كرة ثابتة سكنت مرمى الشراحيلي (70)، ليعطي هذا الهدف المباراة أكثر حماسة ورغبة من الفريقين في تسجيل التعادل من جهة والتعزيز بثالث من الجهة الأخرى، وتحسن أداء الوسط الاتحادي من حيث التحركات والمحاولات الدفاعية والهجومية في آن واحد، وأنقذ الحارس الهلالي مرماه من هدف التعديل من تسديدة نايف هزازي من على خط الستة (75). وواصل شراحيلي نجاحاته في صد أثمن الفرص الاتحادية في هذا الشوط من رأسية أخرجها الحارس الهلالي من حلق المرمى بعد رأسية لنايف هزازي (77)، كما أنقذ أثمن الفرص من قدم نايف هزازي. النصر - الفتح جاءت بداية المباراة مثيرة، وذلك بعد أن أقصى حكم المباراة الدولي خليل جلال مدافع النصر الأوزبكي شوكت بالبطاقة الحمراء، في الدقيقة الأولى بعد تلامس مع لاعب الفتح شادي ابوهشهش في منتصف الملعب وهو القرار الذي أحدث رد فعل غاضب من لاعبي وجماهير النصر وتوقفت المباراة لبضع دقائق قبل أن يتدخل مدرب النصر كارينيو، ويجري تبديله الأول بدخول المدافع عمر هوساوي بديلاً عن عبده عطيف. وعلى رغم النقص في صفوف النصر الا انه بقي متوازناً بل وشكل خطورة كبيرة من خلال الهجمات المرتدة، مستفيداً من اندفاع لاعبي الفتح، وكاد النصر ان يسجل من فرصتين كانت محققة للتسجيل لولا رعونة المهاجمين الأولى كانت في الدقيقة 13 بعد ان حوّل ابراهيم غالب كرة طولية من منتصف الملعب للزيلعي، الذي لم يعرف التعامل معها بشكل جيد فيما كانت الأبرز مع المهاجم أيوفي في الدقيقة 17، الذي وجد نفسه منفرداً وصوب الكرة تصدى لها الحارس العويشير بكل براعة ويواصل معها النصر سطوته الفنية في الملعب، الدقيقة 31، التي اجرى معها مدرب الفتح فتحي الجبال تبديله الأول بدخول مبارك الأسمري بديلاً عن عبدالعزيز بوشقراء، وذلك في محاولة منه لتضييق الخناق والمساحات للاعبي النصر في منطقة وسط الميدان، ولم يكن للفتح اي حضور منذ انطلاقة المباراة، إلا مع الدقيقة 50 بعد عرضية عدنان فلاتة التي انبرى لها الكونغولي دوريس سالومو وسددها رأسية مرت بسلام على مرمى العنزي. اضطر مدرب النصر كارينيو لإجراء تبديله الثاني من خلال دخول شايع شراحيلي بديلاً عن المصاب خالد الغامدي، الذي لم يستطع إكمال المباراة، في الدقيقة 56 طالب النصراويون من حكم المباراة باحتساب ركلة جزاء بعد أن لامست الكرة احد مدافعي الفتح، إلا ان الحكم أشار بيده باستمرارية اللعب، الدقيقة 64 أهدر خالد الزيلعي على فريقه فرصة تسجيل هدف بعد ان واجه المرمى منفرداً، لولا انه طوح بها الى خارج الملعب، الدقيقة 67 دفع مدرب الفتح بورقته الفنية الثانية بدخول عبدالله العبدالله، الدقيقة 77 وهي التي بحث فيها مدرب الفتح عن تكثيف النواحي الهجومية بعد ان دفع بأحمد الموسى بديلاً عن الأردني ابوهشهش في محاولة منه لتنشيط خط المقدمة، الذي كان غائباً طيلة المباراة، فيما قابله مدرب النصر بالتبديل الثالث بدخول المهاجم السعران بدلاً من السهلاوي.