نواكشوط، لندن - «الحياة»، أ ف ب - ردت فرنسا على الهجوم الانتحاري الذي استهدف سفارتها في نواكشوط ليل أول من أمس، وأدى إلى جرح دركيين من طاقم حماية السفارة، بتأكيد دعمها الرئيس الموريتاني الجنرال محمد ولد عبدالعزيز، وتعهدت مساعدته في «مكافحة الإرهاب». وفتحت باريس تحقيقاً في الهجوم الذي نفذه انتحاري موريتاني عمره 22 عاماً بعد أيام من توزيع شريط مصور للرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري هدد فيه فرنسا بأنها «ستدفع ثمن جرائمها»، كما جاء بعد ثلاثة أيام من تنصيب الانقلابي السابق ولد عبدالعزيز رئيساً منتخباً للبلاد. وقُتل الانتحاري إثر تفجير حزامه الناسف قرب سفارة فرنسا في نواكشوط لدى مرور فرنسيين كانا يمارسان رياضة الجري، ما أدى إلى إصابتهما بجروح طفيفة. وأفاد مصدر أمني أن الانتحاري «من مواليد العام 1987 في نواكشوط، وتم التعرف عليه في شكل مؤكد على أنه من الجهاديين... إنه عنصر كنا نبحث عنه وكانت أجهزة الامن تراقبه، وقد يكون دخل الأراضي الموريتانية قبل عشرة أيام فقط». وأفاد المستشار الأول في سفارة فرنسا مارك فلاتوه أن الفرنسيين المصابين يعملان في جهاز أمن السفارة. وأضاف أنهما «أصيبا بجروح طفيفة»، لكنهما «تحت وطأة الصدمة وسيبقيان تحت المراقبة الطبية» في المستشفى. وأشار مصدر طبي إلى أن أحدهما «عولج من جرح غير خطير في صدره». وأعلن مصدر أمني أن امرأة موريتانية تلقت أيضاً «عناية سريعة في قسم الطوارئ المستشفى لإصابتها بشظايا متفجرات فيما كانت تقود سيارتها». وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان أمس إن باريس «تدين بحزم الاعتداء الذي ارتكب في نواكشوط قرب السفارة»، وتعرب «عن تضامنها الكامل مع السلطات الموريتانية في وجه هذا العمل الإرهابي». وذكرت بأنه يأتي «بعد أيام قليلة من زيارة الوزير الفرنسي المنتدب للتعاون آلان جويانديه لمناسبة تنصيب الرئيس محمد ولد عبدالعزيز». وجددت «تأكيدها على مكافحة الإرهاب إلى جانب السلطات والشعب الموريتانيين». واعتبر جويانديه أن الاعتداء «يستهدف تحديداً سياسة الحزم» التي ينتهجها ولد عبدالعزيز ضد «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» والتي «تدعهما فرنسا». وقال لإذاعة «ار تي ال» الفرنسية: «ليس مؤكداً أن تكون فرنسا هي المستهدفة مباشرة... لم يتم تبني العملية حتى الأن. واعتقد بأنها متعلقة بانتخاب الرئيس ولد عبدالعزيز الذي أكد تصميمه على مواجهة القاعدة، وبالطبع رحبت فرنسا بهذا الموقف، لذا لا يمكننا نفي أن نكون مستهدفين». وشهدت موريتانيا نهاية العام 2007 قتل أربعة فرنسيين بأيدي ثلاثة شبان موريتانيين موالين ل «القاعدة» ينتظرون محاكمتهم. وقبل ستة أسابيع، قُتل أميركي يقيم ويعمل في نواكشوط بالرصاص في وضح النهار.