ككل التنظيمات المغلقة يُعد أهل الولاء متقدمين على أهل الكفاءة بمراحل داخل «داعش»، خصوصاً بعد الحروب التي شنها التنظيم على فصائل يرى فيها منافساً مثل «الجيش الحُر» و«جبهة النصرة» وغيرهم، ضارباً عرض الحائط بوساطة أيمن الظواهري، وهو ما دفع «القاعدة» لرفع الغطاء عن التنظيم والتبرؤ منه، وتبعاً لذلك بقي وضع المرأة في «داعش» مرهوناً بعدد من العوامل، على رأسها موقع المرأة الداعشية من مركز صناعة القرار، فكثير من القيادات النسائية الداعشية مرتبطات بعلاقات قرابة ونسب بالقيادات الكبرى الرجالية في التنظيم، وهو ما يزيد الثقة بهن ويمنحهن المزيد من السلطات. أما الداعشيات اللواتي انضممن إلى التنظيم فيرتبط وجودهن بإثبات الولاء والطاعة عبر التجربة والاختبار، وأداء المهمات من دون نقاش، إذ تكون الداعشية الجديدة خلالها موضع اختبار ومراقبة من قياداتها وزميلاتها خشية أن تكون مدسوسة على التنظيم لأهداف استخباراتية. نساء «داعش» خارج المهمات المناطة بهن مقسمات في مجموعات بحسب القرابة والجنسية والمعرفة السابقة التي تسهل للجديدات منهن عملية الاندماج والانتظام في أجواء التنظيم، ولهذا النوع من العلاقات أهمية لارتباطه بمشاريع زواج الفتيات والأرامل والمطلقات والتعاون. وغالباً ما تمنع النساء من التواصل مع أهاليهن خوفاً من تعقبهن أو حتى لا يتم التأثير عليهن بأي شكل، الأمر الذي يتسبب في صنوف من المعاناة النفسية. يبقى المجتمع الداعشي برجاله ونسائه وأطفاله، الذين ينشؤون في مجتمع يسوده العنف والتطرف، جديراً بالبحث المتعمق لمعرفة الدوافع الحقيقية لهذا التطرف، واستشراف مستقبل المنطقة في ظل انتشار هذا القدر الكبير من العنف، والتأثيرات المستقبلية على الأفراد الذين لم يحددوا موقفهم تجاه «داعش» بعد.