سمع العالم موجة التجريم الدولي التام لتنظيم (داعش)، وتوجت جميع بيانات التنديد والاستنكار بقرار مجلس الأمن الذي أطلق البراءة الدولية من (داعش) وبدأ بوضع لوائح بأسماء المنتمين إليه، ومباشرة العقوبات ضدهم وتقديمهم إلى العدالة، لكن ثمة ما هو أبعد من (داعش) التنظيم، فهذا يمكن مواجهته أمنيا على الأرض وملاحقته وضربه على المدى البعيد أو القريب، ما لا يمكن التغاضي عنه هي حالة (داعش الثقافة) التي قد تدخل البيوت والمنازل وتخترق العائلات. ثقافة داعش تتمثل في ملامح عديدة منها الكراهية والحقد على الآخر، والرغبة في الاستئصال وحالة التكفير، وشهوة الدم، وغريزة الصراع والقتال. قد تكون أفكار (داعش) في بيتك ما لم تبادر في الفحص والمراقبة، وتفكيك تلك الأفكار العجيبة، حين يكون هناك فوبيا من الموسيقى وعدم إيمانٍ بمعنى الأمن والمواطنة، وإذا نفيت قيمة الحياة لصالح التفجير والقتل فإن (داعش) ليست بعيدة عنك. والتحصين الأساسي ليس فقط في الحدود بيننا وبين العراق، بل في وضع أسيجة فكرية حامية تحمى بها البيوت من هذا الفكر المسموم. قد تعثر على (داعش الثقافة) على بعد أمتار منك، تجدها بعبارات الكراهية والتحريض، بأدبيات المروق والخروج على الوطن وقادته ورجال أمنه. لا يكفي أن نردد عبارات فضفاضة لنكون أبرياء من الثقافة الداعشية، ولا البراءة من فكرهم ومن تنظيمهم يعني أن العقول محصنة من الاختراق، هناك تعاطف من بعض الخطباء والشباب تجاه أفكار العنف والتطرف! الفكر الداعشي يتمثل في تفضيل الموت على الحياة، وتقديم القتل على النصح، واستباحة الدماء على أي مسألة خلافية، واستبدال بيعة الحاكم ببيعة الخليفة، واعتبار القتل مقصدا من مقاصد الشريعة وهدفا من أهداف الإنسان في الحياة، واستخدام كل الأساليب الوحشية في ممارسة الحياة من قطع الرؤوس إلى نزع أرواح الأطفال وصولا إلى سبي النساء، والزحف على جثث الأبرياء. فتش عن (داعش الثقافة) ... فتش ستعثر على مفاجآت وصدمات، ستعثر مثلا على معد برنامجٍ حواري عبر عن تعاطفه مع سجينٍ داعشي في الكويت!