لم تعد شوارع جدة المكان الأنسب لمسارات السيارات في حالتها الطبيعية، إنما تحولت غالبية هذه الشوارع إلى حقول اختبارات تكتيكية تكشف عن مدى المهارات الاحترافية لقائد المركبة، وليس من المستغرب أن تجد في بعض الشوارع الفرعية وحتى الرئيسة تحويلة مفاجئة بعد أن تقطع شوطاً طويلاً في الطريق لتقابلك «مصدة» أغلقت الطريق من دون سابق إنذار، مما يضطر قائد المركبة للالتفاف عليها بطريقة احترافية تبين إمكانات ومهارات قائد المركبة. بعض هذه الطرقات ظاهرها النظافة وباطنها مشاريع غير مكتملة تؤدي إلى إغلاق الطريق أو تضييقه لتفاجئ قائدي المركبات، الأمر الذي يجعلهم يفكرون في ابتكار طرقات أخرى أكثر تنظيماً حتى لو استغرقت أوقاتاً أطول فليست العبرة في اختصار الطرق، إنما العبرة في انتهاج الطريق المعبّد هرباً من الحوادث أو تضرر المركبات. البقاء يقظاً ومراقبة حركة سير السيارة التي أمامك لا يكفي أن تكون قائد مركبة ماهراً في شوارع جدة، إنما يقتضي ذلك أيضاً مراقبة ورصد التحويلات المفاجئة والخنادق المحفورة في بعض الطرقات، تجنباً لسقوط المركبة في أحد أفخاخ الشوارع لتعود إلى المنزل محملاً بخيبة أمل إزاء عدم نجاحك في اختبارات الشوارع. أحد الشوارع الرئيسة تحول إلى مسار واحد بعد إغلاق مساراته الأخرى بسبب عملية «سفلتة» للطريق أدت إلى ارتباك في الحركة المرورية بعد أن اضطرت المركبات التي ولجت إلى الشارع عكس اتجاه الطريق بسبب عدم وجود لوحات إرشادية توضح إغلاق الطريق نتيجة لأعمال الصيانة، بينما لا ينطبق الوضع على شارع بعينه، إنما يتعلق الأمر بالكثير من الشوارع الفرعية والرئيسة الكبيرة، حتى إن بعض المشاريع داخل الأحياء تزيد الأمر سوءاً بعد أن تترك مخلفاتها كما هي دون أدنى اهتمام مما يعطل حركة سير الشارع. مواطنون انزعجوا من العشوائية في تنفيذ المشاريع داخل الأحياء والطرقات الرئيسة، وتحدثوا إلى «الحياة» حول الأضرار التي تسببت لها هذه المشاريع، وأبدى أحمد القرني استياءه من المشاريع المفاجئة على الطرقات، وقال: «ليس عندي علم بإغلاق هذا الطريق المسار وجدته مغلقاً من غير إعلان مسبق أو وضع لوحة إرشادية في الشارع للتحذير»، محملاً بلدية الحي ومرور جدة مسؤولية تكدس السيارات وأسباب الزحام.