أمرت محكمة جنايات القاهرة أمس بالإفراج الفوري عن 13 من قيادات «الإخوان المسلمين» المتهمين في قضية إعادة إحياء نشاط التنظيم الدولي للجماعة التي تباشر التحقيقات فيها نيابة أمن الدولة العليا، أبرزهم عضو مكتب إرشاد «الإخوان» الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح.وكانت هيئة الدفاع عن قيادات «الإخوان» قدمت تظلماً قضائياً ضد القرار الصادر من وزارة الداخلية باعتقالهم، ويتقدم المفرج عنهم في هذا التظلم القضائي عضو مكتب إرشاد الجماعة الدكتور أسامة نصر الدين و12 آخرين من قيادات وكوادر الجماعة. وقالت مصادر قضائية قريبة من التحقيقات إن النائب العام المصري المستشار عبدالمجيد محمود سيصدر خلال أيام قليلة قراراً بالتصرف في قضية التنظيم الدولي، في ضوء انتهاء نيابة أمن الدولة العليا من التحقيق مع عناصر الجماعة. ورجحت إحالة المتهمين في القضية على محكمة أمن الدولة العليا طوارئ. وسبق لأجهزة الأمن أن ألقت القبض على 35 متهماً قالت إنهم أعضاء في تنظيم الجماعة، ونسبت إليهم نيابة أمن الدولة العليا «تلقي أموال من الخارج لتمويل أنشطة الجماعة تحت ستار إقامة مشاريع استثمارية أجنبية في البلاد». وأوضحت أن «المتهمين أدخلوا هذه الأموال بغطاء إنشاء شركات استثمار من دون الإفصاح عن حقيقة تلك الأموال التي تخطت قيمتها ما يعادل 20 مليون جنيه مصري»، إلى جانب «قيام عناصر التنظيم في الخارج بتحويل أموال إلى حسابات بعض عناصر التنظيم في البنوك المختلفة». ويواجه المتهمون عدداً من الاتهامات، بينها «تبييض الأموال المتحصل عليها من تمويل الإرهاب، والانضمام إلى جماعة محظورة كان الإرهاب من وسائل تحقيق أهدافها، وحيازة مطبوعات وأوراق تنظيمية تروج لفكر الجماعة». وفي الإسكندرية، أعلن «الإخوان» أن أجهزة الأمن اعتقلت أمس 7 من عناصر الجماعة في حملة دهم، ووجهت إليهم تهمة «الانتماء إلى جماعة محظورة». وقال مصدر أمني ل «الحياة» أن «معلومات أفادت أن أعضاء في الإخوان يحاولون إعادة نشاط الجماعة في الإسكندرية (217 كلم شمال القاهرة) بالمخالفة للقانون والدستور، فصدرت تعليمات بدهم منازلهم». وأشار إلى أن «عملية الدهم أسفرت عن توقيف 7 من الإخوان فيما لم يجد أفراد الشرطة 5 آخرين في منازلهم... وتم عرض الموقوفين على نيابة أمن الدولة بتهم تتعلق بالانضمام إلى جماعة أسست بخلاف القانون ومحاولة إحياء نشاط الجماعة وحيازة مطبوعات مناوئة لنظام الحكم». وأمرت النيابة بسجنهم 15 يوماً على ذمة التحقيقات. ووصف محامي «الإخوان» عبدالمنعم عبدالمقصود الحملة بأنها «غير مبررة». واعتبرها «رسالة إلى الجماعة بأن سياسة الاعتقالات مستمرة ولن تتوقف... مازال النظام على سياسة الاعتقالات بحق المنتمين إلى الإخوان، وإن هدأت في بعض الأوقات، إلا أنها تعود مرة أخرى». وقال ل «الحياة» إن «الشرطة صادرت أجهزة كومبيوتر ومطبوعات من منازل المعتقلين السبعة». وقال شهود إن عشرات من جنود الأمن المركزي مدعمين بحافلات مصفحة دهموا صباح أمس أحياء في الإسكندرية يقطنها منتمون إلى «الإخوان». وأشار أحد الشهود إلى أن «قوات الشرطة حاصرت المنطقة لفترة، وقامت بتوقيف المارة والإطلاع على أوراقهم الثبوتية قبل دهم منازل يقطنها أعضاء في الإخوان».