زار الرئيس الفيليبيني بينينيو اكينو امس، جنوب الأرخبيل الذي دمره الإعصار «بوفا»، وأشرف على تنظيم المساعدات العاجلة وتفقد الناجين الذين خسر معظمهم كل ما لديهم. وفي محيط نيو باتان مركز الكارثة في جزيرة مينداناو الجنوبية كان أكثر من 300 ألف شخص دمرت منازلهم يحصون موتاهم وسط دمار كامل، فيما الجثث المكسوة بالوحول تتعفن والحمى تنتشر بين الأطفال. وحلّق الرئيس أكينو فوق المنطقة في مروحية لتفقد الأضرار الهائلة التي ألحقها الإعصار بالمدن والقرى وبمزارع الموز الكثيرة التي قضت عليها الأمطار الغزيرة والرياح التي تخطت سرعتها 200 كلم في الساعة. وقال أكينو لدى وصوله إلى نيو باتان: «نريد أن نعرف كيف حصلت هذه المأساة وكيف نتجنب تكرارها. جئت إلى هنا طالباً توضيحات». لكنه أضاف أن «الوقت ليس وقت الاتهامات بل وقت العمل»، قبل أن يشرف على توزيع مساعدات غذائية على ألفي ناج متجمعين في مركز رياضي، هو من المباني النادرة التي لا تزال قائمة في هذه المدينة المنكوبة البالغ عدد سكانها 48 ألف نسمة. 500 قتيل وتسبب الإعصار «بوفا»، الأقوى الذي يضرب الفيليبين هذا العام، بحوالى 500 قتيل و400 مفقود، واجتاح شريطاً من الأراضي عرضه 700 كيلومتر. وأرض المركز الرياضي مكسوة بالوحل وسقفه فيه ثقوب تعرض المنكوبين اللاجئين فيه للأمطار التي تنهمر متقطعة أو لحروق الشمس الاستوائية. وتتقاسم العائلات مساحات ضيقة. وقدمت الأممالمتحدة مساعدة إنسانية، وأعرب أمينها العام بان كي مون عن «حزنه» للخسائر البشرية والمادية الجسيمة. كما أعلنت الولاياتالمتحدة واليابان وسنغافورة أنها عرضت مساعدة عاجلة، فيما أطلق الاتحاد الدولي لمنظمات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نداء لجمع التبرعات. وقالت الوزيرة المكلفة الشؤون الاجتماعية كورازون سليمان، أن الفيليبين بحاجة ماسة إلى المواد الغذائية والخيم ومواد تعقيم المياه والأدوية. ويضرب الفيليبين نحو عشرين عاصفة أو إعصاراً عنيفاً كل عام معظمها خلال موسم الأمطار الذي يمتد بين حزيران (يونيو) وتشرين الأول (أكتوبر). وفي 2011 تسبب 29 إعصاراً في مقتل 1500 شخص بينهم 1200 في مينداناو بعد العاصفة الاستوائية واشي. وغالباً ما تكون العواقب الاقتصادية فادحة بالنسبة لهذا البلد الفقير البالغ عدد سكانه 90 مليون نسمة. والفيليبين هي ثالث مصدر للموز، ويقع قسم كبير من مزارع الموز في مينداناو التي تعتبر بصورة عامة اقل عرضة للأعاصير. وأفادت منظمة متخصصة أن الإعصار بوفا أتى على عشرة آلاف هكتار من مزارع الموز، ما يمثل ربع المساحة المزروعة في الأرخبيل.