تسبب الإعصار «بوفا»، الأقوى الذي يضرب الفيليبين هذا العام، بمقتل 475 شخصاً على الأقل وفقدان حوالى 400 آخرين، وتشريد 200 ألف شخص، منذ مروره في جنوب البلاد ليل الثلثاء – الأربعاء، فيما طلبت الحكومة مساعدة دولية. وضرب الإعصار جزيرة مينداناو الثلثاء ما أدى إلى تدمير بلدات بكاملها، فيما تسببت الأمطار الغزيرة بفيضانات كبرى وانزلاقات تربة. وأعلن الجنرال المكلف عمليات الإنقاذ في الجيش أرييل برناردو أن أجهزة الإنقاذ الفيليبينية انتشلت 475 جثة أمس، في جزيرة مينداناو (جنوب) بينها 258 على الساحل و191 قرب مدن نيوباتان ومونكايو في الجبال حيث حصلت انزلاقات تربة. وأعلن الجيش أنه يبحث عن المفقودين ويسعى لمساعدة أكثر من 179 ألف شخص غادروا منازلهم وتم إيواؤهم في مدارس أو ملاعب رياضية أو مبان أخرى بعدما خسروا كل شيء. وأوضح مكتب الدفاع المدني في مانيلا أن 17 شخصاً آخرين قتلوا في مينداناو في أماكن أخرى وتسعة آخرين في جزر أخرى. وأدى الإعصار إلى خسارة ربع محصول الموز في الفيليبين التي تحتل المرتبة الثالثة بين الدول المصدرة للموز في العالم. وقال ستيفن انتيغ مدبير رابطة الفيليبين لمزارعي ومصدري الموز إن بوفا دمر عشرة آلاف هكتار من أصل 42 ألفاً مساحة مزارع الموز في البلاد. وأضاف أن الرياح العاتية التي تجاوزت سرعتها في بعض المناطق مئتي كلم في الساعة دمرت ليل الثلثاء الأربعاء مساحات واسعة في تلال منطقة دافاو الشرقية ووادي لا كومبستيلا الذي يعد مركز زراعة الموز شرق جزيرة مينداناو. وأوضح أن السيول يمكن أن تؤدي إلى انتشار نوع من الفطور يسمى مرض بنما الذي يضرب جذور الأشجار. وتشكل مزارع الموز مصدر رزق حوالى 150 ألف شخص في لاكومبوستيلا. خسائر فادحة وقدرت خسائر هذا القطاع بعد مرورو «بوفا» ب318 مليون دولار تشمل الربح الفائت بسبب الدمار الذي لحق بالمزارع وتبديل البنى التحتية التي تضررت وإعادة تأهيل المزارع. وتفيد أرقام الحكومة أن الفيليبين صدرت كميات من الموز بقيمة 471 مليون دولار في 2011، تشكل واحد في المئة من القيمة الإجمالية للصادرات في هذا البلد الذي يعد واحداً من الأفقر في آسيا. وضرب «بوفا» الذي رافقته رياح بلغت سرعتها 210 كلم في الساعة، ليل الثلثاء - الأربعاء جزيرة مينداناو (جنوب) ما أدى إلى فيضانات وانزلاقات تربة على عرض 700 كلم. مفقودون وأعلن رئيس الدفاع المدني بينيتو راموس أن أولوية الحكومة تتركز على البحث عن المفقودين ال379 وبناء ملاجئ موقتة للمشردين الذين دمرت منازلهم. وقال: «سنواصل العمل طالما استلزم الأمر»، رداً على سؤال حول الفترة المحددة لعمليات الإنقاذ. وشوهد ناجون يفتشون أمس بين أنقاض منازلهم في محاولة لإنقاذ ما تبقى، فيما كان آخرون يبحثون عن أقارب مفقودين ويدققون في هويات الجثث التي غطتها الوحول. وطلبت الحكومة مساعدة المنظمة الدولية للهجرة التي يوجد مقرها في سويسرا لبناء ملاجئ موقتة للناجين كما أعلنت وزيرة الشؤون الاجتماعية كورازون سليمان. وقالت سليمان لشبكة «أي بي أس- سي بي أن» أن «الأولوية هي بناء ملاجئ لإيواء» المشردين. وعرضت الولاياتالمتحدة واليابان مساعدة عاجلة على الفيليبين. وأرسلت الرئاسة الفيليبينة سفناً محملة بمواد غذائية وتجهيزات طارئة لحوالى 150 ألف شخص على الساحل الشرقي لمينداناو حيث لا تزال ثلاث مدن مقطوعة عن العالم. ولا يزال رجال الإنقاذ يحاولون الوصول إلى القرى المعزولة بسبب الطرقات المقطوعة والجسور التي انهارت. وسار منكوبون على مدى يومين بحثاً عن ملجأ وطعام قرب بلدة نيوباتان الجبلية بعدما أدت الفيضانات إلى تدمير منازلهم ومزروعاتهم. وقال مسؤولون إن الكثير من الضحايا هم من العمال الذين قدموا إلى مناطق عرضة لانزلاقات تربة مثل نيوباتان ومونكايو للعمل في المناجم أو المزارع. نيوزيلندا إلى ذلك، قتل 3 أشخاص وأصيب 7 آخرون بعدما ضرب إعصار أمس، ضاحية في العاصمة النيوزيلاندية أوكلاند. وأفادت وسائل إعلام نيوزيلندية أن سكان ضاحية هوبونسفيل في أوكلاند اضطروا إلى اللجوء إلى أماكن آمنة في ظل تخوف السلطات من أن تتتالى الأعاصير والزوابع. وأشارت إلى أن الإعصار خلف 3 قتلى قرب موقع للبناء في غرب أوكلاند، فيما نقل 7 آخرون إلى المستشفيات وحال بعضهم خطيرة. واقتلع الإعصار غير المتوقع الأشجار وأسطح المنازل وقطع بعض الطرقات، فيما تهاوت أعمدة كهرباء ما أعاق جهود البحث في الأماكن التي غمرتها المياه. وتردد أن هذا كان الإعصار الأسوأ الذي يضرب نيوزيلندا منذ آب (أغسطس) 1948 حين قتل 43 شخصاً وأصيب 80 فيما دمر نحو 150 مبنى في هاميلتون.