أوردت صحيفة «فايننشال تايمز» أن الليرة السورية انخفضت 15 في المئة في السوق السوداء منذ أوائل الشهر الماضي مع تراكم الضغوط الديبلوماسية والاقتصادية على النظام، مشيرة إلى أن هذا الانخفاض أثار احتمال انهيارها في نهاية المطاف. ولفتت إلى أن «العملة السورية تعرضت لضغوط مكثفة في الأسابيع الماضية مع انتقال المعركة إلى العاصمة دمشق وبدء القوى الدولية الحديث عن تدخل عسكري»، مضيفة أن «مزيجاً من انخفاض قيمة الليرة والعقوبات الدولية وانسداد طرق الإمداد وتصاعد الصراع، رفع أسعار السلع الأساس إلى أعلى مستوياتها حتى الآن». ونسبت الصحيفة إلى امرأة دمشقية قولها إنها «اشترت دجاجة مطبوخة ب650 ليرة سورية، أي ما يعادل تسعة دولارات، في حين كان سعرها قبل أشهر 350 ليرة فقط». وأشارت إلى أن الدولار كان في آذار (مارس) 2011، في بداية الاحتجاجات، يساوي 47 ليرة، ولكن قيمته تجاوزت الآن 80 ليرة مع تزايد الطلب على العملات الأجنبية، لاسيما في السوق السوداء، وتآكل عائدات العملات الأجنبية من صادرات النفط والسياحة. وأكدت أن «تدخلات المصرف المركزي السوري نجحت في الحفاظ على قيمة الليرة عند معدلات قابلة للتحكم وإبقاء سعر الدولار عند معدل 75 ليرة خلال السنة، إلا أن قيمتها تراجعت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بقوة وتجاوز سعر الدولار 80 ليرة»، مشيرة إلى أن «المركزي السوري رفض الكشف عن حجم احتياط النقد الأجنبي في خزائنه، والذي بلغ رسمياً 15.1 بليون دولار في آب (أغسطس) الماضي». ونسبت الصحيفة إلى خبير في دمشق قوله إن «الوضع الاقتصادي كارثي، وعلى رغم ضخ المركزي بعض المال إلا أن السوق امتصته وعدنا مرة أخرى إلى الوضع ذاته».