أكدت غرفة الرياض أهمية اعتماد مواقف سعودية صلبة ومرنة لمواجهة دعاوى الإغراق المرفوعة ضد بعض الشركات البتروكيماوية السعودية من الصين والهند، مع التلويح باتخاذ المملكة مواقف مماثلة تجاه سلع الدولتين في السوق السعودية. وشدد عضو مجلس الإدارة رئيس لجنة الصادرات في غرفة الرياض أحمد الكريديس على أهمية اتخاذ الشركات السعودية المصدرة للأسواق الخارجية كل الاحتياطات لتفادي مشكلة الوقوع تحت طائلة أنظمة منظمة التجارة، التي تسمح للحكومات الأجنبية برفع دعاوى إغراق لأسواقها بالمنتجات السعودية. وثمن التحرك السريع الذي اتخذته الجهات الرسمية لمواجهة تداعيات المشكلة، ووصفه بالتحرك الواعي والساعي لحماية المصالح الاقتصادية السعودية ومساندة الشركات الوطنية في مواجهة الممارسات الحمائية التي تفرضها هذه الدول، وبأنه ينسجم مع مكانة الاقتصاد السعودي الأكبر عربياً وشرق أوسطياً، إذ حقق المركز الأول عربياً بناتج محلي بلغ 467.6 بليون دولار. وأشار إلى مبادرة وزير التجارة والصناعة عبدالله زينل لزيارة الهند بهدف إجراء محادثات مع المسؤولين الهنود انصبت على قرار الحكومة الهندية بفرض رسوم مضادة لما وصفته بالإغراق في الأسواق الهندية ضد شركتي «سابك» و «المتقدمة» على منتجاتهما من مادة البولي بروبلين، موضحاً أن الصين اتهمت الشركات البتروكيماوية السعودية نفسها بإغراق سوقها بمادة الميثانول، ما دعا وزارة التجارة لإيفاد وفد للصين للتباحث مع الجهات المعنية هناك حول القضية. وبين أن ما يميز التحرك السعودي في المرحلة الحالية تجاه دعاوى الإغراق الخارجية استناده إلى دعم قوي من الدولة ممثلة في وزير التجارة والصناعة، بناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين. وتابع الكريديس قائلاً: « قطاع البتروكيماويات السعودي الذي يشكل العمود الفقري للصادرات السعودية غير النفطية والمرشح للنمو المتصاعد بصورة تجعل من المملكة مركزاً رئيسياً للصناعات البتروكيماوية، يفرض على شركاتنا أن تتخذ استراتيجيات واضحة تدرس الأسواق الخارجية بطريقة دقيقة، وأن تتفادى أي سياسات تفسر على أنها ممارسات للإغراق، خصوصاً أنه يتوقع أن تواجه المملكة دعاوى أكثر بالإغراق في المستقبل، مع تنامي مكانتها كأكبر منتج للبتروكيماويات في العالم».وطالب الجهات الحكومية السعودية المعنية بأن تراقب بشكل جيد ممارسات الشركات الأجنبية في أسواقنا السعودية والخليجية. ويرى خبراء اقتصاديون أن المملكة تعد لاعباً رئيسياً في مجال إنتاج الصناعات البتروكيماوية، إذ تستحوذ على حصة كبيرة من السوق العالمية تقدر بنسبة 7 في المئة من حجم الإنتاج العالمي، وهي مرشحة لاعتلاء مركز أكبر لتضاعف حجم إنتاجها إلى 13 في المئة، وتخشى الشركات البتروكيماوية العالمية العملاقة من تهديد مكانتها في السوق عند بلوغ المملكة لهذه المكانة كأكبر منتج للبتروكيماويات في العالم. ويذكر أن الحكومة الهندية أقرت منذ منتصف حزيران (يونيو) الماضي، فرض ضريبة إغراق احترازية على منتجات البولي بروبلين المصدرة من شركتي «سابك» و «المتقدمة» للأولى بنسبة 185 في المئة وللثانية 54 في المئة من الضريبة الاعتيادية، قبل أن يصدر قرارها النهائي قبل أيام تحت ذريعة بيع الشركتين منتجاتهما في السوق الهندية بسعر يقل عن أسعارها في السوق السعودية. وبلغت قيمة الرسوم المفروضة بالنسبة ل «سابك» 821 دولاراً للطن الواحد من البولي بروبلين، وبالنسبة ل «المتقدمة» 440 دولاراً للطن، على أن يسري العمل على الشاحنات الواردة للسوق الهندية منذ 15 يونيو، وحتى 29 كانون الثاني (يناير) 2010، في حين استثنى القرار الهندي منتجات شركة التصنيع الوطنية لعدم ثبوت تهمة الإغراق عليها.