يؤكد الشاعر الكويتي ناصر بن ثويني العجمي، أن الساحة الشعبية توفيت بسبب كثرة وسائل الإعلام الشعرية كمواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيسبوك» والصحف والمجلات. وقال العجمي الذي نال لقب «شاعر المليون» في نسخته الرابعة ل«الحياة»: «هناك شعراء يتحدثون عن الحداثة وهم لا يعرفون معناها، وهناك أيضاً حداثيون تقليديون يكررون ما قاله غيرهم. العبرة في الإبداع، سواء كان تقليدياً أم حداثياً». وأضاف أن الأمسيات الشعرية لم تعد مغرية بالنسبة للشعراء، لأن الجمهور لا يحضرها، وكذلك ضعف المردود المادي، لافتاً إلى أنه يطمح إلى تنصيبه محكماً بين الشعراء في قبة سوق عكاظ. وذكر أن بلاده لم تتوقف عن إنتاج الشعراء، لكنها كانت الوحيدة الراعية الإعلامية للشعر من بين دول الخليج، أما الآن فظهر عدد كبير من القنوات الشعبية على الساحة. وفي ما يأتي نص الحوار: بعد أربعة أعوام من انتزاع لقب «شاعر المليون» كأول شاعر كويتي ينال اللقب، ما الذي تطمح إليه الآن؟ - الطموحات لا يمكن حصرها، لكن إن كنت تقصد في الساحة الشعبية لم تعد من أكبر طموحاتي، إذ أطمح إلى تنصيبي محكماً بين الشعراء في قبة سوق عكاظ. هل تفكر في تكرار تجربة المشاركة في «شاعر المليون»؟ - نعم الفكرة موجودة، وبعد النسخة المقبلة أقرر الدخول فيها. ما سبب اختفاء نجوم المسابقات سريعاً؟ - السبب ذاته في اختفاء بقية نجوم الساحة الشعبية قبل ظهور المسابقات. الساحة عبارة عن معادلة «شاعر مع وسيلة إعلامية متخصصة مع جمهور متذوق يعطي نجاحا»، وإذا اختل طرف منها فقدت حساباتها واختلط الحابل بالنابل، فالإعلام نقل الغث والسمين والجمهور تشتت ولا يعرف ماذا يتابع، والشاعر نفسه ضاع في الثورة الإعلامية. بالمختصر تشعب الإعلام، وكثرته قد تكون السبب. لماذا بلدك الكويت توقفت عن تصدير الشعراء كما كانت سابقاً؟ - لم تتوقف عن إنتاج الشعراء، لكنها كانت الوحيدة الراعية الإعلامية للشعر من بين دول الخليج، أما الآن فكم قناة شعبية موجودة في الساحة تصدر الشعر؟ لماذا لم تعد الأمسيات الشعرية مغرية بالنسبة للشعراء؟ - هناك سببان جعلا من الأمسيات غير مغرية للشعراء، أولهما عزوف الجمهور عنها، وثانيهما المقابل المادي «الناس تبي دراهم». ما تفسيرك لهجرة الشعراء من الساحة الشعبية؟ - أين يذهبون؟ الشعر موجود، لكن الساحة هاجرت. «الشللية» التي كانت موجودة في الساحة، وهل أثرت في بروز ناصر العجمي آنذاك؟ - شخصياً لم تؤثر «الشللية» فيّ، لكن هناك شعراء أثرت فيهم. عموماً «الشللية» ذهبت إلى غير رجعة. الشعراء الشعبيون يطرقون جميع المواضيع إلا السياسة، هل هو الخوف من السجن؟ - غير صحيح، هناك شعراء تطرقوا إلى المواضيع السياسية وأنا أحدهم، لكن الآن وقت فتنة، والواجب على الشاعر توحيد الصف. ما سبب ابتعاد معظم الشعراء عن كتابة القصائد العاطفية؟ - يكتبون كثيراً عن العاطفة، لكن المميز قليل جداً. تقول الشاعرة حصة هلال «ريمية» إنها نشفت ريق الشعراء الذين نافسوها على لقب «شاعر المليون»، هل المرأة أصبحت منافسة للرجل في مجال الشعر؟ - كلامها صحيح باستثنائي، لأن التاريخ يكتبه المنتصر، وذكرت أنني انتزعت لقب البرنامج. الحداثيون يتهمون التقليديين بالإساءة إلى الشعر. هل تتفق معهم، أم أن لك وجهة نظر بخصوص اتهاماتهم؟ - يتحدثون عن الحداثة وهم لا يعرفون معناها، هناك أيضاً حداثيون تقليديون يكررون ما قاله غيرهم. العبرة في الإبداع سواء تقليدياً أم حداثياً مثل ما يسمونها. كيف تقرأ مستقبل الشعر الشعبي، خصوصاً بعد انتشار وسائل نشر عدة كمواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيسبوك» و«يوتيوب» وقنوات وصحف ومجلات؟ - الساحة الشعبية توفيت بسبب كثرة وسائل الإعلام الشعرية.