تجددت في مناطق عدة من العاصمة الكويتية وضواحيها ليل الإثنين المسيرات الاحتجاجية ضد مجلس الأمة (البرلمان) الجديد، ونادى ناشطون ببطلان قانون الانتخاب الذي نتج عنه هذا البرلمان، في حين واجهت قوى الأمن المسيرات بالقنابل الصوتية والغازات المسيلة للدموع، ما أدى إلى إصابات كثيرة وحرائق وأضرار، وقامت أيضاً باعتقال متظاهرين. وجاءت أشد المواجهات في ضواح تسكنها غالبية من قبيلتي «صباح الناصر» و «الرقة» وغيرهما، وامتدت أيضاً إلى مدينة «الجهراء» واستمرت حتى ساعة متقدمة من الليل. واختلفت مواقف رموز المعارضة من هذه التظاهرات العفوية التي يقودها عادة شبان صغار السن، فمِن نواب المعارضة السابقين مَن أيد التظاهرات وشارك فيها، ومنهم من دعا الى الهدوء والاكتفاء بالمسيرة المتفق عليها السبت المقبل تحت شعار «كرامة وطن 4». وعقد نواب الغالبية في مجلس الأمة السابق اجتماعاً أمس حددوا فيه خطوات لمواصلة الحراك السياسي ضد «نهج السلطة المنحرف عن الدستور»، منها الاستمرار في التظاهرات والمسيرات وتقديم طعن رسمي في صحة قانون الانتخاب الذي أنتج المجلس الجديد، كما طرح البعض فكرة تشكيل «برلمان مواز» يراقب أعمال الحكومة. وقال عضو مجلس الأمة السابق فيصل المسلم أن القوى السياسية والشبابية «مستمرة في حراكها، ولن تتراجع إلا بتحقيق إرادة الشعب بإسقاط مجلس الصوت الواحد»، مشدداً على ضرورة الالتزام بأجندة وطنية وسقف دستوري وقانوني». وبدأ الأمير الشيخ صباح الأحمد أمس مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة بعدما قدمت الحكومة استقالتها أول من أمس بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت السبت الماضي وسط مقاطعة كبيرة من الناخبين دعت اليها المعارضة. وذكرت مصادر المعارضة أن اعتقالات شملت عددا متزايدا من ناشطيها، إذ استدعت إدارة أمن الدولة خلال اليومين الماضيين 12 من الناشطين بتهم تتصل بالمشاركة في تظاهرات أو بكتابة تعليقات سياسية على مواقع الإنترنت، خصوصاً «تويتر». ومن بين المعتقلين الشاعر الشعبي أحمد سيار العنزي، الذي قاد مسيرات احتجاج عدة بترديد «الشيلات»، وهي أهازيج شعرية شعبية، عبر مكبرات للصوت.