فضت الشرطة التونسية اشتباكا في العاصمة اليوم الثلاثاء بعدما هاجم إسلاميون موالون للحكومة زعماء نقابات عمالية يتهمونهم بالتحريض على احتجاجات ضد الحكومة التي يقودها الإسلاميون في الأسبوع الماضي. وقال شاهد من رويترز إن عدة مئات من الإسلاميين المسلحين بالسكاكين والعصي هاجموا تجمعا للاتحاد العام التونسي للشغل وهو نقابة العمال الرئيسية في العاصمة وحطموا نوافذ المقر بالحجارة. وتدخلت الشرطة عندئذ للفصل بين الطرفين. وهتف الإسلاميون بشعارات تصف زعماء الاتحاد باللصوص وتتهمهم بأنهم يريدون تدمير البلاد. وردد المئات من أعضاء الاتحاد اليساريين شعارات في الشوارع المجاورة لمقره تدعو إلى إضراب عام وسقوط الحكومة التي تقودها حركة النهضة. وأيد أعضاء الاتحاد احتجاجات على مدى ايام ضد عدم توفر الوظائف والتنمية في بلدة سليانة الفقيرة الاسبوع الماضي. ووصلت حركة النهضة إلى السلطة العام الماضي بعد الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي الذي قمعت الدولة البوليسية في عهده الإسلاميين وتبنت العلمانية. وتجمع نحو 2000 من أعضاء الاتحاد بعد الاشتباكات أمام مقر الحكومة في تونس في مظاهرة مناهضة لرئيس الوزراء حمادي الجبالي الذي ينتمي لحركة النهضة. وقال محتج لم يذكر اسمه "ستلقى النهضة مصير بن علي. لم يختاروا عدوهم جيدا." واتهمت النهضة اليساريين الذين خسروا انتخابات العام الماضي بإثارة الاضطرابات في سليانة بتحريض التونسيين في المناطق الفقيرة للدخول في مواجهات من شأنها تنفير المستثمرين الأجانب. وتسببت الاحتجاجات في إصابة ما لا يقل عن 252 شخصا بعضهم بالعمى نتيجة الإصابة بطلقات خرطوش. وبدأت الاحتجاجات بعد دعوة من الاتحاد العام التونسي للشغل للنزول إلى الشارع للمطالبة بالوظائف واستثمارات وإقالة والي سليانة الذي ينتمي لحركة النهضة.