التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري في القاهرة أمس الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، وأجرى محادثات تركّزت على خطط إقامة تحالف دولي يتولى التصدي لتنظيم «الدولة الإسلامية» (التي يُطلق عليها داعش) في كل من سورياوالعراق. وأكد كيري في تصريحات خلال مؤتمر صحافي مشترك مع شكري، أن مصر تقف في «الخطوط الأمامية لمواجهة التطرف»، لا سيما في سيناء، حيث تنشط جماعات جهادية تستلهم فكر تنظيم «القاعدة». وقال إنه وحكومته «يدعمون مصر في هذه المواجهة»، مشيراً إلى أنه ولهذا السبب كان قرار الإدارة بتسليم طائرات أباتشي للقوات المسلحة المصرية. وقال كيري إنه في حين يدّعي تنظيم «داعش» بأنه يحارب باسم الدين، إلا أن الإسلام بريء منه. وأشار إلى أن المؤسسات الدينية المصرية تلعب دوراً مهماً في هذه المواجهة عبر رفض الأفكار التي يروّج لها تنظيم «داعش». أما الوزير شكري، فقال من جهته إن هناك علاقات بين تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يسيطر على مساحات واسعة من أراضي العراق وسورية وجماعات متطرفة أخرى تنشط في المنطقة، داعياً إلى «تحرك دولي» لمواجهة هذا التهديد. وأوضح أن لقاءه مع كيري تناول الهدنة الحالية في قطاع غزة ومواجهة الإرهاب وانتشار تنظيم «داعش» في كل من العراق وسورية. وقال شكري أيضاً إن هناك توافقاً مصرياً- أميركياً حول أهمية استكمال المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية بهدف إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية، معتبراً أن ذلك يساهم في استقرار أوسع للأوضاع. ووجه شكري التحية لكيري بسبب الجهود التي قام بها من أجل العمل على استقرار المنطقة، في إشارة إلى جهوده للتوصل إلى وقف القصف الإسرائيلي على قطاع غزة. وأفيد، من جهة أخرى، أن كيري بحث مع نبيل العربي مواضيع عدة على رأسها سبل مواجهة الإرهاب والقضية الفلسطينية والأوضاع في ليبيا. وأوضح العربي في تصريحات عقب اللقاء، أنه قدّم شرحاً للوزير الأميركي حول قرار مجلس وزراء الخارجية العرب الأسبوع الماضي بضرورة المواجهة الشاملة لكل الظواهر والتحديات والتطرف الذي يواجه العالم العربي حالياً، وضرورة أن تكون المواجهة شاملة وتشمل الأمور السياسية والعسكرية والأمنية والثقافية والفكرية والاقتصادية والقضائية. وأضاف أنه تحدث عن النزاع العربي- الإسرائيلي، موضحاً ضرورة التحرك، خصوصاً أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يسعى الآن نحو الحل النهائي، منوهاً بأن كيري تحدث في آذار (مارس) الماضي في القاهرة عن ضرورة إنهاء النزاع وتعهد بإنهائه خلال شهور لكن حتى الآن لم يتمكن من ذلك. وقال العربي إن كيري أكد له أنه على اتصال مستمر مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بهذا الشأن. وأشار العربي إلى أن لقاءه بالوزير كيري يتطرق أيضاً إلى الوضع في ليبيا، قائلاً إن كيري مهتم بإنهاء النزاع في هذا البلد، كما أن الدول العربية مهتمة بذلك أيضاً. من جهة أخرى، يبدأ وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان زيارة للقاهرة الإثنين تستمر يومين حيث يلتقي الرئيس السيسي ووزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي لإجراء محادثات تتعلق خصوصاً بعلاقات التعاون الثنائي في المجالين الاستراتيجي والعسكري. وسيبحث الجانبان، بحسب مصدر مسؤول ل «الحياة»، في تطورات الأوضاع في المنطقة، خصوصاً ما يجرى في كل من سورية والعراق وليبيا وما يتعلق بتشكيل التحالف الدولي لمواجهة تنظيم «داعش». ويزور وزير الدفاع الفرنسي القاهرة في إطار جولة تشمل عدداً من دول المنطقة من بينها دولة الإمارات العربية المتحدة.